الإفتاء: «حسم» الإرهابية تنتمي لتيار الإسلام السياسي مثل «داعش»
أكَّدت دار الإفتاء المصرية أنَّ حركة "حسم" تسعى لتضخيم الذات وشرعنة العنف وتجنيد العناصر الناقمة على الأوضاع الراهنة.
وقال مرصد دار الإفتاء للفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة - في بيانٍ له، اليوم الجمعة: "تحليلنا للإصدار المرئي الأول للحركة الإرهابية المسماة بسواعد مصر حسم، الذي ورد بعنوان قاتلوهم، كشف العديد من الدلالات والمضامين، أهمها أنَّ الحركة الإرهابية تنتمي إلى تيار الإسلام السياسي وخرجت من عباءته وتحمل فكره، وتعبر عن مفاهيمه ومصطلحاته، وتختلف عن الحركات الإرهابية التكفيرية المتطرفة التي تنتمي إلى اليمين الديني المتشدد مثل القاعدة وداعش ومن على شاكلتهما".
وأضاف: "هذا الإصدار يمثل محاولة لتضخيم قوتها العسكرية وتعدادها البشري، حيث ورد في الإصدار المرئي أنَّ هذه الأعمال صادرةٌ عن إدارة العمليات التابعة للجهاز العسكري للحركة، على نحو يشير إلى أنَّ الحركة تملك أجهزة متنوعة ولا تقتصر على الجهاز العسكري، وإنَّما القطاع العسكري جزء من كيان الحركة".
وتابع: "الحركة تعرض تدريبات أفرادها على استخدام الأسلحة والمعدات، وتشير إلى أنَّ هذه التدريبات تتم في معسكرات تدريب خاصة بالحركة، بما يوحي بأنَّها تسيطر على مساحات من الأرض وتقيم عليها معسكرات التدريب، وهو أمر يعطي انطباعًا للمشاهد أنَّ الحركة تملك من أدوات القوة الكثير، ويمكن أن تمتد سيطرتها هذه للتوسع وتشمل مساحات أكبر وربما مدنًا ومحافظات بأكملها، مما يعني أنها قد تقيم دولة على غرار داعش في سوريا والعراق".
وذكر المرصد: "الدلالة الثالثة والمهمة في هذا السياق تقديم الحركة لمبررات العمليات الإرهابية والدموية باعتبارها انتقامًا للقتل والتشريد والإبادة والتهجير التي تتم للمواطنين على أيدي مؤسسات الدولة، بما يخلق للأعمال الإرهابية مبررات بأنها بمثابة رد فعل على أعمال عدائية من السلطات الأمنية لشرعنة العنف واعتباره عملًا من أعمال مقاومة بطش السلطة وتجبرها، وهو خطاب يُظهر بوضوح أن من يقفون خلفه ينتمون إلى تيار الإسلام السياسي الذي دأب على المتاجرة بأوضاع المجتمع ومشكلاته للنيل من النظم القائمة وتشويه صورتها وتسويغ أعمال العنف والإرهاب ضدها، بل وتصوير تلك الأعمال بأنها دفاع عن المواطنين ضد السلطة وبطشها".
وجاء في بيان المرصد: "تصدير الآية الكريمة -قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ- في بداية الإصدار المرئي له دلالة مفادها بأنَّ الحركة ترى نفسها الفئة المؤمنة التي تقاتل المشركين، وأنَّ ما تحدثه هذه الحركة من قتل وحرق ودمار هو عذاب من الله بأيدي هؤلاء ليشفي الله بهذا العذاب صدور قوم مؤمنين من طائفة تلك الحركة وتيارها".
واختتم المرصد تحليله بالقول: "هذه الحركة الإرهابية تنتمي إلى تيار الإسلام السياسي وتحمل أفكاره ومفاهيمه، وتستخدم مصطلحاته وتنشد تحقيق أهدافه، وهي بهذا الإصدار تسعى لتكون مستقرًّا لكل العناصر الناقمة على الأوضاع السياسية الراهنة، وقبلة لكل من يسعى للثأر من الدولة والمجتمع المصري، لتصبح هي قبلة العناصر الإرهابية التي تنطلق من أرضية الإسلام السياسي، كما أضحى تنظيم داعش قبلة العناصر المتطرفة التي تنطلق من أرضية اليمين الديني المتطرف".
المصدر أخبار | التحرير الإخبـاري

ليست هناك تعليقات