الحمى القلاعية تجتاح سوهاج والأهالي يلقون بالحيوانات النافقة في النيل
الأهالي يلقون بالحيوانات النافقة في النيل
لازال مرض "الحمى القلاعية" يحصد آلاف رؤوس الماشية من المنازل بقرى ونجوع ومدن محافظة سوهاج، مع تقاعس الأجهزة الرقابية بالمحافظة وخاصة الطب البيطري سواء بعدم قيامهم بتحصين المواشي بالأدوية اللازمة حفاظًا عليها من الإصابة بالأمراض، أو دفنها بطريقة طبية آمنة منعا لانتشار الأمراض، وهو ما دفع أصحاب الحيوانات النافقة للتخلص من جثثها بنهر النيل أو إلقاءها في نهر الطريق.
وقام أحد المواطنين بإلقاء جاموسة نافقة نتيجة إصابتها بـ"الحمى القلاعية"، في نهر النيل وظلت تدفعها المياه حتى استقرت أمام المستشفى التعليمي بسوهاج، وسط تجاهل المسئولين بشركة مياه الشرب، وري سوهاج للأمر، بينما طالب الأهالي بسرعة رفع "الجاموسة" النافقة قبل تعفنها وتحللها بمياه النيل.
وقال أحمد شراقة، مزارع، "مرضت "جاموسة" كنت أملكها، ولم أجد أي طبيب من الوحدة البيطرية كي يعرفني ما أصابها حيث لاحظت أنها لا تُقدم على تناول الطعام بشهية جيدة، ثم فقدت القدرة على الحركة بشكل نهائي، ولعدم قدرتي على اصطحاب طبيب لها للمنزل كلما ذهبت لطبيب الوحدة البيطرية في قريتي لا أجده بحجة أنه في زيارة لمواشي في منازل أخرى والنتيجة أنها ماتت" .
ومن جانبه، قالت "أم فؤاد"، ربة منزل "لقد سلمتنا إحدى الجمعيات الخيرية (جاموسة عُشر) كي أتكسب من لبنها وسمنها وأبيع مولودها لأصرف على أبنائي الأيتام، وكنت في غاية السعادة بعدما وجدت مصدر دخل يساعدني على تربية أبنائي الـ4، بخاصة أن معاشي الذي أتقاضاه لا يكفي طعامنا وشرابنا، ولكن لم تكمل فرحتي بعدما مرضت الجاموسة ولم تعد تقوى على الوقوف، وعند موعد ولادتها ماتت هي وجنينها".
وأضافت "بعد موتها عندما جاء الطبيب البيطري أكد لي أنها مصابة بالحمى ولكنني لم أعرف مرضها لأعالـجها، وقمت باتباع طرق بدائية لعلاجها مثل (الكي)، وإطعامها (رمادا مضاف إليه فلفل أسود)، ولكن كل الوصفات بائت بالفشل وماتت الجاموسة في النهاية".
وبدوره قال "حسن أبوالليف"، مربي ماشية، إن الحمى القلاعية تنتشر بين المواشي في تلك الفترة من العام ومن المفترض أن تـكون مديرية الطب البيطري والزراعة على أهبة الاستعداد وتوفير التحصينات اللازمة، والدفع بتشكيلات للمنازل لتحصين المواشي، ولكن كل عام تقع على رؤوسنا تلك الخسائر الفادحة دون تحرك من المسئولين"، مناشدا الدكتور أيمن عبدالمنعم بمحاسبة المقصرين.
وفي المقابل، قال الدكتور أحمد البدري، مدير مديرية الطب البيطري في سوهاج، إن المديرية تقوم بتحصينات دورية على مستوى المحافظة لكل المواشي عن طريق برنامج يتم إعداده في المديرية وينفذ بكل إدارة بيطرية، مضيفا أن البرنامج يتم تطبيقه في القرى أيضا.
وأشار "البدري" في تصريحات لـ"التحرير" أن اللقاحات التي تستخدم في عملية التحصين يتم صرفها من الهيئة العامة للخدمات البيطرية، كما أنه يتم التواصل بشكل دائم مع الفلاحين ومربي المواشي عن طريق الإدارات لكي يتم تحصين مواشيهم بشكل مستمر، وفي حالة نفوقها يتم التنسيق مع الوحدات المحلية لأنها تملك المعدات اللازمة لحمل المواشي ويتم دفنها بشكل آمن وصحي في الجبل الغربي أو الشرقي.
وأضاف مدير مديرية الطب البيطري أن المواطنين لا يقومون بالتواصل مع الطب البيطري عقب نفوق مواشيهم لكي يتم التخلص منها بطريقة آمنة وذلك خشية أن يذاع في القرى أو المناطق التي يقيمون بها أن المرض دخل منزلهم وأصاب المواشي، فيحجم الناس عن التعامل معهم لشراء مواشي منهم أو أي من منتجاتها كالجبن والألبان والسمن، لذا لا يمكن حصر المواشي التي نفقت بسبب "الحمى القلاعية".
المصدر أخبار | التحرير الإخبـاري
ليست هناك تعليقات