في عيدها العالمي| المرأة الريفية.. "وتد" الأسر البسيطة في مواجهة الصعاب

مارس.. شهر الربيع والمرأة تكرم فيه المرأة في مصر والعالم أجمع، ويبدأ الشهر باحتضان أول المناسبات النسائية وهو يوم المرأة العالمي الذي يوافق اليوم الثامن من هذا الشهر.

جاء يوم المرأة العالمي تكريما لكل سيدات العالم في جميع النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وذلك على إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي في باريس عام 1945، ويرجع البعض أن الاحتفال كان بسبب بعض الإضرابات النسائية في الولايات المتحدة.

الست المصرية بـ100 راجل، الجميع يعرف قيمتها ويقدرها فهي عمود البيت التي لا يستطيع أي فرد من أفراد الأسرة العيش بدونه.

وجاءت بعض المسلسلات التلفزيونية لتبرز دور المرأة بصفة عامة، ولكن المرأة الريفية كان لها النصيب الأكبر فهي تعد جزءا أساسيا من المنزل ومن أهم العوامل التي تساعد رب الأسرة على تحمل أعباء ومشاكل الحياة، فتقوم هي بإدارة شئون المنزل بالكامل وتترك زوجها للتفرغ وجلب الرزق، فالأم في الريف بمثابة الشمس وباقي أفراد الأسرة الكواكب التي تدور حولها.

وهناك نماذج عديدة للست الصعيدية قدمتها السينما والتلفزيون وهي بالطبع موجودة في الحياة وعلى سبيل المثال "الحاجة ونيسة" التي قامت بدورها الفنانة القديرة سميحة أيوب في مسلسل الضوء الشارد، فأبدعت في تقديم دور الأم الصعيدية طيبة القلب الحنونة التي تقسو على أبنائها تارة وتحنو تارة أخرى، فكانت بمثابة الأم والأب عند اللزوم، كما أن الله ميزها بالذكاء الفطري وسرعة البديهة والتأقلم على العيش تحت أي ظروف.

وأما الحاجة "فاطمة تعلبة" التي قدمتها الفنانة هدى سلطان في مسلسل "الوتد"، كان ترصد جانب أخر من حياة الست الريفية التي تربي أبنائها بأسلوبها الخاص وهدفها الأساسي هو تكوين عائلة كبيرة مترابطة وغير مفككة، وتأمين مستقبلهم بشراء الأراضي الزراعية، وكان الحاج درويش هو كبير العائلة وأكبر أبنائها وكلمته مسموعة من أي فرد في البلد، لكنه كان لابد من أن يأخذ المشورة من والدته واستأذنها قبل الشروع في أي أمر يريده.
ومثلت هدى سلطان شخصية الأم الصعيدية التي تسيطر على كل قرارات العائلة حتى أنها تقوم باختيار زوجات أبنائها بدون أخذ رأيهم طالما ترى أن ذلك هو الصالح لهم، وكان المنزل بكل أفراده يخضع لحديثها ولا يرد لها كلمة، وكانت "وتد" حقيقي لعائلة مثالية.

أما "وردة" في مسلسل ذئاب الجبل التي قدمتها الفنانة سماح أنور، مثلت دور الفتاة الصعيدية المغلوبة على أمرها والتي تقف في حيرة بين عاداتهم الصارمة وبين حبها وطموحتها في إكمال تعليمها، فقررت التمرد وساعدها على ذلك وقوف والدها بجانبها، وتأييده لها على تلك الخطوة، حتى تزوجت من حبيبها وسافرت معه وكانت أيضا هي عمود البيت طوال الغربة.

وجاء مسلسل "شيخ العرب همام" لتقوم الفنانة صابرين بدور "صالحة" زوجة شيخ العرب الذي كان يقف أمامها كالطفل الصغير وحين قرر أن يتزوج غيرها كي ينجب، كان ذلك باختيارها، وما كاد يفعل ذلك إلا بإذنها، فكانت تستمد قوتها من حبه لها، وكانت تحترم التزاماته الخارجية، ولم تبد أي تدخل فيها، فكانت فقط سيدة الدار، وحملت بجانب الكيد والقلب الغيور، قلب أم رحيم حتى نحو شريكتها في زوجها.

المرأة في الصعيد هي جوهرة الرجل الصعيدي، وتتميز بالجمال الرباني الهادئ بعيدا عن استخدام أي مستحضرات تجميل، كما أنها لها ذوق عالي في اختيار ما يتناسب معها من الملابس المحتشمة التي تتفق مع طبيعة المجتمع الصعيدي صاحب العادات والتقاليد العريقة، فهي مثال للعفة والطهارة والصلابة والكفاح والتراث القديم الذي لا يعوض.

المصدر المرأة والطفل