في انتظار ساعة الصفر.. «سرابيوم» ملحمة مصرية لنقل مياه النيل إلى سيناء
٢٠٠٠ مصري يشقون أكبر سحارة مائية تحت قناة السويس
١.٤ مليون متر مكعب ماء يوميا لزراعة ١٠٠ ألف فدان
هو واحد من مشروعين تحت التنفيذ حاليا يعدان الأكبر في تنمية سيناء لكنه المعنيّ بالشق الزراعي في التنمية بزراعة 100 ألف فدان من الأراضي التي تنتظر منذ عقود طويلة مياه النيل تروي أراضيها وتحول سهول جبالها إلى حقول ومزارع، وتلاقت بالفعل تطلعات أهالي سيناء مع إرادة وتصميم الدولة في إحياء المشروع القومي لتنمية سيناء، المتعثر منذ أمد طويل.
وبالفعل اتخذت القيادة السياسية قرارها بإنشاء «سحارة سرابيوم»، لنقل المياه إلى الضفة الشرقية للقناة الجديدة، تحت الممر المائي لكل من القناة القديمة والجديدة لتنقل مليونا و400 ألف متر مكعب من مياه النيل تروي من 70 إلى 100 ألف فدان زراعي، لتحقيق التنمية المستدامة في تلك المنطقة.
وبدأت أعمال تنفيذ السحارة في أكتوبر من عام 2014 تزامنا مع أعمال حفر المجرى الجديد بقناة السويس في أغسطس 2014، وبسواعد وعقول أبناء الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وبالتعاون مع الشركات الوطنية المصرية، أنجز بالفعل أول مرحلة من المشروع الذي كان مقدرًا له أن يتم في 5 سنوات، لكن أبناء مصر أنجزوه في ١٤ شهرًا وافتتحت أولى مراحله في أبريل الماضي ودخلت التشغيل التجريبي بينما تتواصل جهود أبناء الجيش والمدنيين لإنجاز باقي المشروع العملاق.
تبلغ طول سحارة سرابيوم 420 مترًا، وتتكون من أربع بيارات ضخمة، يبلغ عمق البيارة الواحدة 60 مترًا، ويبلغ قطر السحارة الداخلي ما يقرب من 20 مترًا، مع 4 أنفاق أفقية، طول النفق الواحد 420 مترًا محفورة تحت القناة الجديدة، ويبلغ قطر النفق الواحد 4 أمتار، وعمقه 60 مترًا تحت منسوب سطح المياه، وأسفل قاع القناة الجديدة بعمق 16 مترًا، تحسبا لأي توسعة أو تعميق مستقبلا.
ويهدف المشروع إلى توفير مياه الري والشرب لسيناء في نطاق شرق البحيرات وشرق قناة السويس، علاوة على معالجة مشكلة نقص المياه بشرق قناة السويس، ويساعد المشروع في إقامة العديد من المشروعات الاقتصادية على محور قناة السويس الجديد، وتوصيل المياه للأهالي بمشروع قرية الأمل بمنطقة شرق البحيرات.
وتقوم السحارة بنقل مياه نهر النيل من ترعة الإسماعيلية كمصدر رئيسى لتبدأ رحلتها من غرب القناة القديمة بترعة السويس، وتمتد بطول سحارة سرابيوم تحت القناة القديمة "وتمر بسحارة سرابيوم الجديدة لتصل إلى شرق القناة الجديدة ناحية ترعة الشيخ زايد جنوبًا وترعة التوسع شمالًا".
ولأنه واحد من المشروعات العملاقه فحتى اليوم يوفر ألفي فرصة عمل مباشرة، منها 600 عامل وفني ومختص ومهندس، يعملون بصفة دائمة، وهناك المئات من المصريين عملوا في المشروع على فترات متفاوتة، بينما تفاوتت الخبرات الأجنبية المستعان بها في بداية المشروع، خاصة عند مرحلة تصنيع وتركيب الحفارات التي تم تصنيعها في ألمانيا خصيصا، وتعد أكبر ماكينة حفر رأسي في العالم للوصول إلى العمق المطلوب، وهو 120 م.ط.
ونظرًا لعدم وجود ماكينة Diaphragm wall العملاقة (عمق 120 مترًا) في مصر أثناء بدء الأعمال، تم العمل بالماكينة المتاحة داخل مصر في هذا التوقيت للعمل على عمق 60 مترا فقط . ثم تم عمل خوازيق أبراية بعمق 120 م.ط، بعدد 122 خازوقا لكل بيارة، وذلك لتثبيت القاعدة المسلحة ومقاومة الضغوط الناتجة عن العمق بواسطة الغطاسين للعمل تحت عمق مياه 45 مترًا للوصول إلى المنسوب المطلوب.
وفي نفس الوقت تم إرسال كل التفاصيل الخاصة بالمشروع للمكتب الاستشاري فى ألمانيا بالتنسيق مع شركة Herrenknecht المصنعة لماكينة الدفع النفقي للبدء في تصنيع ماكينة دفع نفقي تتحمل الضغوط العالية التي تصل إلى 5 بار فوق ظهر الماكينة وأمام السكينة القاطعة، ورغم امتلاك الشركة المنفذة عدد 2 ماكينة بنفس القطر المراد تنفيذه فى المشروع فإنه قد تم تصنيع ماكينة أخرى بمواصفات خاصة، ووفقا للشركة المصنعة لماكينة الدفع الأفقي فإن أقصى عمق تم تنفيذه تحت إشرافهم هو 36 مترًا، بينما أنجز أبناء مصر بسواعدهم وعقولهم الحفر إلى باقي المنسوب الأعمق.
المصدر أخبار | التحرير الإخبـاري
ليست هناك تعليقات