فيديو وصور| طفلة «فبركة حلب» تكشف كيف خدعها المصور
التقت "التحرير" بالطفلة رغد، صاحبة الصور المزيفة عن حلب، التي انتشرت مؤخرًا، وتم تصويرها بجوار المجرى الملاحي بالكيلو 9 بطريق المعاهدة بمدخل مدينة بورسعيد.
قالت الطفلة رغد لـ"التحرير"، إنها لم تكن تعلم أن الصور ستعرض على أنها من مدينة حلب، ومن صورها قال لها إن هذه الصور ستعرض في مسابقة.
وأضافت رغد: "القصة بدأت حينما قامت إحدى صديقاتي بالمدرسة بعمل "منشن" لي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لمصور شاب يدعى مصطفى يطلب فتاة في سن من 11 إلى 13 عامًا لتصوير خارجى "فوتو سيشن" وبالفعل علقت على البوست وطلبت محادثته على الخاص لفهم ما هي المسابقة وصفات الفتاة المطلوبة، فطلب مني رقم والدتي وتواصل معها لأن مواصفات الفتاه المطلوبه تنطبق عليّ".
وذكرت: "تواصل المصور مع والدتي وأقنعها بأنه سيقدم في مسابقة وسيتم ترشيح صورتي فيها، وأنه سيلتقط صورًا تعبيرية وقال إنه سيأخدنا إلى "ترزي" لتفصيل فستان أبيض ليّ، وذهبنا لأخذ المقاسات ويوم التصوير قال لنا انتظرا عند مدخل منطقة الاستثمار، وتخيلنا أن التصوير بها، لكنه أخذنا في سيارة تابعة له، واكتشفت أن الفستان ملطخ بالدماء وعند سؤال والدتي "ما هذا" قال لها سنلتقط صورًا عن معاناة أطفال سوريا وما يتعرضون له".
وعن لحظة القبض عليهم قالت الطفلة: "كنا نقف على الطريق مما أثار الأمن نظرًا لأن الوقوف في هذه المنطقة ممنوع ومخالف، وحين جاء الأمن وسألنا أجاب المصور ووالدتي أننا نلتقط صورًا للتعاطف مع سوريا وتجسيد معاناتهم وتم اصطحابنا إلى القسم، حيث اكتشفت أنه لا يوجد مسابقة ولا شيء واكتشفت أن مصطفى قال إنه لا يوجد مسابقه وإن الصور كان سيقول إنها من سوريا ومصورة داخل حلب".
واختتمت الطفلة: "خايفه زميلاتي يشوفوا صوري، أنا كان قصدى اتصور صور تضامنية مش صور يتم الضحك بيها على الناس على فيسبوك"، مؤكدة أن ما تم نشره من صور لها خلال الفترة الماضية جعلها تخشى أن يتجنبها زميلاتها بالمدرسة.
من جانبها، قالت سحر منصور، والدة رغد: "الموضوع بدأ عندما طالبتني ابنتي بمكالمة مصطفى وهو مصور يلتقط صورًا تعبيرية، وأعلن عن طلب فتاة لتصويرها من أجل أن يشترك بالصورة في مسابقة"، متابعة: "رغد في فريق تمثيل المدرسة وتطمح في الشهرة، وكانت تقول هذه الصورة بداية شهرتي".
وأضافت الأم: "عندما تواصل معي المصور قال لها إنه سيقوم بتفصيل فستان لرغد وتمت المقابلة، وذهبنا لأخذ المقاسات وأراني صورة فستان أبيض جميل، وقال لي هذا الفستان سترتديه رغد خلال التصوير، إلا أنني يوم التصوير فوجئت بأن الفستان ملطخ بمادة حمراء على أنها دماء وقال لي سيكون التصوير عن معاناة أطفال حلب".
وتذكر: "في بداية الأمر اعترضت على منظر الفستان، لكن بعد ذلك قولت لنفسي الأطفال في حلب في عمر أطفالي، وقلبي بيتقطع عليهم يوميًا، ربما التقاط هذه الصور سيجسد واقع يعاني منه أطفال حلب كل يوم".
وأوضحت والدة رغد: "لم أشك لحظة في ما يحدث أثناء التصوير وعندما استوقفنا الأمن تكلمت معهم بكل صراحة إننا بنعمل سيشن تصوير تعبيري عن أطفال حلب إلا أننى فوجئت بالظابط يقول للمحيطين: شايفين أهو دا اللي كنت بقول لكم عليه الصور اللي بتتنشر على فيسبوك كلها مزيفة وناس بتتاجر بالقضية".
وأضافت: "في لحظه حضر 6 عربات أمن، منهم الأمن الوطني، وقيادات أمنية وكنت أوضح طبيعة ما يحدث لكل الموجودين، واصطحبونا إلى القسم وهناك وجه إلينا تهم التقاط صور مزيفة ونشرها على كونها من مدينة حلب السورية".
واستنكرت والدة رغد، ما أشيع حولها قائلة: "أنا أم لـ5 أطفال غير رغد، وأصغرهم رغد ولما عيطت علشان تتصور مقدرتش أرفض طلبها لكونها يتيمة، فأنا أرملة، أنا الأم والأب لأطفالي، ورغد أقربهم لقلبي، كونها أصغرهم، فهناك أشقاء أكبر منها منهم جامعي، والباقي في مراحل التعليم المختلفة، وأنا معلمة، ولا أقبل أبدًا أن يتم اتهامي بخيانة بلدي، التي طالما تفاخرت أنني مصرية ومن المدينة الباسلة بورسعيد".
واختتمت: "لم أكن أتوقع أن يكون الأمر بهذا الشكل، خاصة أنني تعرضت خلال الفترة الماضية لضغوط نفسية كثيرة، ولن أرضى أبدًا أن يقال عني إنني أتاجر بقضية أو أشوه بلدي، وأنا معلمة أجيال، كيف يقال هذا في حقى؟".
كان المستشار أحمد يسري، قاضي المعارضات بمحكمة بورسعيد الابتدائية، قرر، اليوم الثلاثاء، تجديد حبس المصور مصطفى أشرف عبد العزيز، 15 يومًا على ذمة التحقيقات، وهو المتهم الرئيسي بتصوير الطفلة.
المصدر أخبار | التحرير الإخبـاري
ليست هناك تعليقات