Header Ads

ساحة القراء | محمد عبد القادر يكتب: على كفي

ساحة القراء | محمد عبد القادر يكتب: على كفي
الشاعر محمد عبد القادر


على كفّي
ترى قوما وأزمنةً
وساحاتٍ وأروقةً
أساطيرا وأبطالا
أميراتٍ وعشاقا
ترى كونا بلا كونٍ
يتيه السالكون به

على كفي
ترى طفلا جوار النهر
يحمل دميةً خشبيةً
منزوعة الأحداقِ
تدمعُ دونما دمعٍ
يخبئها مخافة أن
تراها الطفلة الحسناء
تلك التي كانت هناكَ
ولا يلاحظها
سواه
تلك الفتاة
ذاتُ العيونِ الداكناتِ الدافئات
الحاملاتِ همومها دون انكسار
تلك التي
حجبت خيوط ضيائها
ضوء النهار

على كفي..
ترى شيخا بأثواب مهلهلةٍ
يجوب الليل متكئا
على أعوامه التسعين
يجر هموم أزمنة بذيل الثوب
يحدق في السما تترا
لعلَّ نجومها تهديه
وقرب الفجرِ
يُسلِمُ ظهرَه تعِباً
إلى جذعٍ من الزيتون
يئنّ الجذع من ألمه
فيحني نفسه طوعا
ليحمل عنه ما يحمل
وحين يدق ضوء الشمس
بابَ الليل
- مستترا -
تراه منقبا في الأرض
يبحثُ في حشاياها
عن العمر الذي ولّى
عن القلب الذي ضلّ
عن الفرح الذي ما اعتاده يوما
ولا قد زاره إلا
سويعاتٍ قبيل الهجر
فيخرج دميةَ شابت جدائلها
لطول الدهر
وكانت.. مثلما كانت
بلا أحداق
تذكره,, فيذكرها
ويرجع حينها طفلا
ويذكر تلكم الطفلة
وتذرف عينه دمعا
ليحضِن دمعة الدمية
على كفي
أنا الشيخ الذي يمضي
بلا زادٍ,, ولا مأوى

ليست هناك تعليقات