السيسي في حوار لـ«فاينانشال تايمز»: نعم تراجعت شعبيتي
- ترشحي لفترة ثانية يعتمد على مدى تحمل المصريين
- أبني الحب بين المصريين.. واحترام الآخر يبدأ في القاهرة وينتشر في المنطقة
أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي حوارا مطولا مع صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، داخل القصر الرئاسي، تناول خلاله الأوضاع الاقتصادية والسياسية، وأكد ثقته في قدرة الشعب المصري على التضحية ومقاومة محاولات ما أسماه "إسقاط الدولة".
الرئيس قال إنه "متفائل جدا" بانتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، موضحا أن الرئيس المنتخب حديثا "يتعامل مع الإرهاب بعزيمة وجدية وهذا بالضبط المطلوب الآن".
كما أشار إلى أن التعاون بين موسكو وواشنطن سيكون أمرا جيدا لاستقرار منطقة الشرق الأوسط التي تمزقها الصراعات.
الصحيفة البريطانية قالت إن الحكومة المصرية تأمل في أن يضفي ترامب الشرعية على الحملة الأمنية التي تشنها ضد المعارضين وأن يدعم النظام في وقت تتزايد فيه الضغوط الاقتصادية، بدلا من إدارة أوباما، التي تتهمها بالتعاطف مع جماعة الإخوان المسلمين.
السيسي ذكر أن الإرهاب يمتد إلى ما وراء الجهاديين المنتمين لتنظيم "داعش" المتواجد في منطقة سيناء، ولكن تعريف الرئيس للإرهابيين شمل، بشكل حاسم، جماعة الإخوان المسلمين التي تم الإطاحة بها من السلطة في يونيو 2013، مؤكدا أنها تلقت "ضربة هائلة".
وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر، الصحيفة البريطانية قالت إن السيسي مازال واثقا من قدرته على إنقاذ مصر من الكارثة، مضيفا أن "الشعب المصري العظيم يتمتع بقدرة لا حدود لها من الفهم والتضحية".
وأضاف "لمدة 30 شهرا، كانت هناك محاولات لإسقاط هذه الدولة ولكن ما أثار استغراب الكثيرين، هو أن المصريين أصبحوا أكثر مقاومة ووعيا ودعما لبلدهم".
وذكرت "فاينانشال تايمز" أنه "بعد ما يقرب من 6 سنوات من الثورة التي أسرت مخيلة العالم وزادت آمال التحول الديمقراطي في الشرق الأوسط، عادت مصر مرة أخرى في قبضة الدولة الاستبدادية"، مشيرة إلى أنها أصبحت الآن تعاني من أزمات اقتصادية وسياسية واجتماعية أعمق من تلك التي أشعلت ثورة 2011.
وأشارت إلى أنه قد تم إزالة كل مظاهر الثورة من ميدان التحرير وتم استبدالها بشعارات تحمل علم مصر، وهو ما يعتبره البعض أنه عودة للنظام الذي تفرضه الدولة. حتى أنه قد تم محو "الجرافيتي" الذي كان يعبر عن الثورة.
وعن الشأن الاقتصادي، السيسي ذكر أن "الدولة كانت تدعم الجنيه والسلع الترفيهية بمليارات الدولارات. الآن أصبح هناك ترشيد للدعم، والحكومة اتخذت الإجراءات التي تضمن وصول الدعم للمستحقين الحقيقيين".
وأشارت "فاينانشال تايمز" إلى زيادة عدد المصريين تحت خط الفقر إلى 27% بدلا من 25% قبل الثورة، وكذلك ارتفاع معدل البطالة بين الشباب وارتفاع الدين المحلي إلى أكثر من 100% من الناتج المحلي الإجمالي.
ورفض السيسي في حواره مع الصحيفة البريطانية المزاعم التي تتحدث عن استفادة الجيش من الأعمال الاستثمارية، قائلا "المؤسسة العسكرية المصرية لا تدخر جهدا لمساعدة الدولة. أمر خطير جدا أن توجه للجيش مثل هذه الاتهامات".
وأكد السيسي أن الاقتصاد العسكري يمثل من 1.5% إلى 2% من الناتج المحلي، مشيرا إلى أن المشاريع العسكرية هدفها تحقيق الاكتفاء الذاتي وتخفيف الأعباء على السوق، وليس منافسة القطاع الخاص.
وأضاف "الدور الآخر هو الإدارة والإشراف لضمان الكفاءة والالتزام والتقيد بالمواعيد وعدم السماح مطلقا بالفساد في العقود التي يتم تنفيذها من قبل الشركات الخاصة والعامة".
الصحيفة البريطانية ذكرت أن "التدخلات الاقتصادية والعسكرية هي أحد مظاهر عودة الدولة الأمنية، التي كان يعتبرها العديد من المصريين قد انتهت بعد ثورة 2011".
كما رفض الرئيس ما تقوله جماعات حقوق الإنسان من أن هناك عشرات الآلاف من المعتقلين السياسيين، ووصف هذه الأرقام بالـ"عبثية"، مشيرا إلى أن العدد يقتصر على عدة مئات كما أنه قد تم الإفراج عن أكثر من 80 معتقلا من الشباب.
وأضاف "في موقف صعب مثلما هو الآن، يمكن أن يكون هناك أخطاء. لم يتم تركها من دون تصحيح وفي أقرب وقت ممكن".
الصحيفة ذكرت أن مشاكل مصر تزايدت، مضيفة "تم غلق الفضاء السياسي الذي كان يسمح للقليل من حرية التعبير أيم الرئيس المخلوع مبارك، والسجون أصبحت تعج بالمعتقلين".
الرئيس السيسي اعترف بأن شعبيته تراجعت، ولكنه ذكر أنه "ليس في مسابقة على الشعبية".
كما رفض الرئيس وجهة النظر المتزايدة بأن حكمه أسوأ من مبارك، قائلا "أبني الحب بين المصريين، وموجة من احترام الآخر تبدأ في القاهرة وتنتشر في جميع أنحاء المنطقة".
الرئيس ذكر أن "رئاسة مصر تمثل عبئا". ولم يكشف عما إذا كان سوف يرشح نفسه لفترة ولاية ثانية أم لا، ولكنه أكد أن قراره سيعتمد في جزء كبير على ما إذا كان المصريون على استعداد لتحمل المزيد من المشاق والتضحيات أم لا.
المصدر أخبار | التحرير الإخبـاري
ليست هناك تعليقات