حوار| الرجل الثاني في «المصرية للأدوية»: الشركة تنهار.. وسحبنا 2 مليار جنيه من البنوك
الشركة تتحمل فارق سعر الدولار منذ "تعويم الجنيه"
"الصحة" مديونة لنا بأكثر من مليار جنيه
مخزون ألبان الأطفال لدينا يكفي 7 أشهر
أصبحت الشركة المصرية للأدوية، التابعة لقطاع الأعمال، مهددة بالانهيار بعدما تجاوزت خسائرها المليار و300 مليون جنيه خلال العام الماضي، وزاد من أزمتها "السحب على المكشوف" من البنوك، بنحو 2 مليار جنيه.. هذا ما أكده الرجل الثاني في الشركة، الدكتور شريف السبكي، العضو المنتدب، الذي قال إنهم مطالبون بسداد نحو مليون جنيه فوائد يوميًا.
وخلال حواره لـ"التحرير"، أعلن السبكي أن وزارة الصحة مديونة للشركة بأكثر من مليار دولار منذ مناقصة ألبان الأطفال المدعمة الأخيرة، مطالبًا الدولة بدفع فارق سعر الدولار الذي تتحمله الشركة كاملًا منذ "تعويم الجنيه".. وإلى نص الحوار:
ماذا بعد استقالة رئيس "المصرية للأدوية" والمستشار القانوني للشركة؟
بعد تقدم الدكتور عادل طلبة باستقالته اليوم الثلاثاء، وكذلك مسئول قطاع الاستيراد الدكتور أبو الفتوح الطويل، سينوب عنه رشدي الشرقاوي، العضو المنتدب للشئون المالية والإدارية لفترة مؤقتة حتى يوم 24 يناير المقبل؛ لحين اجتماع الجمعية العمومية، وتشكيل مجلس جديد لقيادة الشركة، وهو الأجدر بتولي هذا المنصب؛ لأن مشكلة الشركة في الوقت الحالي مالية.
هل كانت الاستقالة مسببة؟
ظروف الشركة المصرية الحالية صعبة جدا، فهناك مديونيات لها عند البنوك، والفواتير المتأخرة عند وزارة الصحة، و"السحب على المكشوف" (سحب رصيد من البنك دون ضمان)، وغيرها من الأسباب التي ساهمت في تراجع مبيعات واحدة من أكبر شركات قطاع الأعمال في مصر.
كم وصلت فاتورة "السحب على المكشوف" الخاص بالشركة من البنوك المصرية؟
أكثر من 2 مليار جنيه حتى الآن، والمشكلة الأكبر أن الشركة مطالبة بسداد أكثر من مليون جنيه يوميا فوائد على تلك الأموال، ومهما كسبت عمرك ما توصل لمليون جنيه في اليوم.
رغم هذا مديونيات الشركة تخطت المليار و300 مليون جنيه.. هل يعني ذلك أن الشركة تتاجر في الخسارة؟
قبل تعويم الجنيه، كنت أشتري منتجات بـ100 مليون دولار، أو نفترض مثلا إنها 10 مليون دولار كان سعر الدولار وقتها بـ8.88 جنيه مصري، ولما تحب تشتري نفس عدد تلك الوحدات من الشركات الأخرى لا تتجاوز 2 مليون جنيه، وهو ما يراكم من خسائر الشركة، وبالتالي لابد أن تزيد فاتورة السحب على المكشوف بتلك الصورة، إضافة إلى تأخير وزارة الصحة في السداد.
لماذا لم يعرض الملف على الرئاسة حين طالبت باستيراد نواقص الأدوية المزمنة؟
تم ذلك عن طريق الشركة المصرية التي تتعاقد حاليا مع عدد من الشركات، وهناك محاولات من أجل إنقاذها، في ظل تجاوز مديونيات وزارة الصحة لدى الشركة المليار جنيه، بسبب مناقصة الوزارة الخاصة باللبن المدعم للأطفال.
ما أكثر القرارات التي أثرت سلبًا على الشركة خلال الشهور الماضية؟
ارتفاع أسعار الدولار وتعويم العملة المحلية جاء بآثار سلبية على الشركة لا يُحمد عقباها؛ لأننا مطالبون بشراء منتجاتنا المستوردة مرتين ونصف ما ندفعه قبل شهر سبتمبر الماضي، إضافة إنك تشتري اللبن المدعم في ذلك التوقيت بالسعر القديم 8.88 جنيه، ومطالب اليوم بسداد ثمنه بالسعر الجديد 20 جنيهًا، والشركة عاملة حساباتها كلها على السعر القديم بسعر 26 جنيهًا للعبوة.
هذه مؤشرات خطيرة تعني أن الشركة في طريق الانهيار؟
هذه أزمة كبيرة ورئيس الشركة مطالب بالحل، ولا أحد يستمع إلينا والطريق كله مظلم ومقفول.
كيف يتم الخروج من هذا النفق المظلم؟
أول حاجة لازم تحاسبني ولو لفترة انتقالية لمدة 6 أشهر بالسعر القديم للدولار (8.88 جنيه)، حتى نحل 90% من الأزمة الحالية، ويتم إنقاذ الشركة المصرية، وإما أن تتحمله الشركات أو تتحمل الدولة الفارق الكبير.
وهل استجابات الشركات الأخرى لذلك؟
حاولنا مع الشركات هناك.. جزء كبير منهم استجابوا وعلى رأسها "النيل"، والجزء الآخر رفض أن يتحمل فارق الدولار، والأزمة الأكبر إن في بضاعة تم استيرادها، ومطالب بتسديد ثمنها قبل 3 أشهر، إضافة إلى فارق السعر الخاص بألبان الاطفال المدعمة، والحصول على أموال الشركة عند وزارة الصحة، والتي تجاوزت المليار دولار.
وماذا عن ألبان "تحيا مصر"؟
الخسارة فيه مش عالية قوي مثل ألبان وزارة الصحة، رغم أني أبيعه بأقل من السعر الذي تفاوضت عليه، 43 جنيهًا للعبوة الواحدة بدلا من 50 جنيهًا.
هل تراجعت معدلات التوزيع عن السابق؟
حاليًا أبيعه من منافذ البيع الخاصة بالشركة وصيدلياتها ومكاتبها فقط حتى لا أعرض عليه أي خصومات لأني أخسر في البيع.
كم لديكم من مخزون ألبان للأطفال في الوقت الحالي؟
مخزون كبير يكفيني نحو 7 أشهر أخرى مقبلة.
المصدر أخبار | التحرير الإخبـاري
ليست هناك تعليقات