Header Ads

لماذا يشارك السيسي في «عيد الميلاد» ويتجاهل موالد الصوفية؟


اعتاد الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ انتخابه رئيسا لمصر في عام 2014 على الحضور إلى مقر الكاتدرائية من أجل تهنئة الأقباط بعيد الميلاد وذلك للتأكيد على التأخي والمحبة بين مكونات المجتمع، وأنه رئيسًا لكل المصريين.

ومع إصرار الرئيس عبد الفتاح السيسي على المشاركة باحتفالات الكاتدرائية بعيد الميلاد، تولدت رغبة لدى عدد من مشايخ الطرق الصوفية خاصة مع اقتراب موعد الاحتفال بمولد الإمام الحسين رضوان الله عليه في توجيه الدعوة إلى الرئيس السيسي إلى المشاركة في احتفالات الصوفية بمولد الحسين والذي يعد أكبر مناسبة عند محبي آل البيت، أملين في الاستجابة وللدعوة أسوة بالأقباط على حد تعبيرهم. 

ودشن مصطفى زايد، مؤسس ائتلاف شباب الصوفية ، مبادرة موجهة للرئيس عبد الفتاح السيسي بالتزامن مع اقتراب احتفال الصوفية بمولد الإمام الحسين بن علي، تحث الرئيس السيسي على المشاركة في الاحتفالات التي تقيمها الصوفية بهذا المولد، سواء بالحضور أو حتى من خلال إصدار مؤسسة الرئاسة بيانًا تهنئ فيه المسلمين بهذا المولد.




وقال زايد في تصريحات صحفية، إن المبادرة راجعة إلى زيارة الرئيس السيسي مؤخرًا الكاتدرائية المرقسية بالعباسية ومشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، للتأكيد على روح المواطنة المصرية، ودعم مصر كلها للأقباط في مواجهة الإرهاب، تلك الرسالة التي يطالب الصوفية الرئيس بتكرارها معهم في مولد الحسين خصوصا بعد أن أعلن "داعش" بشكل رسمي استهدافهم واستهداف أضرحتهم المنتشرة في مصر، بدليل قتل «داعش» الشيخ الصوفي المسن أبوحراز.

وعقب نشوب ثورة الثلاثين من يونيو، اصطف الأقباط والصوفية في مواجهة كل أشكال العنف والتطرف والتحديات التي واجهت الوطن عقب الثورة جنب إلى جنب كافة فئات المجتمع الرافضة للعنف والإرهاب.





 ليس مطلوبًا منه 

ومع تلاقي المواقف السياسة بين الأقباط والصوفية وتأيدهم للرئيس السيسي ولخارطة الطريق، نطرح تساؤلا. حول لماذا يحرص السيسي على احتفالات عيد الميلاد ويتجاهل موالد الصوفية؟ 

من جانبه أكد الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن رئيس الجمهورية ليس مطالبًا بأن يشارك في كل احتفال تقيمه جماعة دينية، منوها أن ذلك الأمر يتعارض مع مهام الرئاسة في غالب الوقت.

وأكد أستاذ العلوم السياسية لـ"التحرير" أن مناداة البعض أو توجيه دعوات لمشاركة الرئيس السيسي في احتفالات الصوفية أمر في بالغ الخطورة وذلك لأنه سيفتح أبواب خطيرة تدور حول الفرقة والانقسام، ويأتى كل فصيل ويطالب الرئاسة بالحضور الأمر الذي يحمل مؤشرات خطيرة.

لافتًا إلى أن الرئيس السيسي يشارك في الاحتفالات الرسمية للمسلمين وللدولة المصرية سنية المذهب منها احتفالات المولد النبوي وليلة القدر فضلًا عن صلاة عيدي الأضحى وعيد الفطر المبارك، وهذه متاسبات كافية، نافيا أن يكون الأمر له مدلول سياسي أو مجاملة لدولة بعينها. 


احتفالات المسلمين «جميعًا» تكفي

من جهته، قال الدكتور عمار علي حسن، أستاذ علم الاجتماع السياسي والباحث بمركز الأهرام، أن هناك فرقًا في تلك المواقف والمناسبات لكل طرف، وأن الرئيس السيسي عندما يذهب إلى الكنيسة سواء في احتفالات أو مناسبات أخرى فأنه يذهب إلى أكبرطائفة مسيحية موجودة في مصر"الأرثوذكسية" ولكنه لا يذهب للكاثوليك والبروتستانت، فضلًا عن أن الكنيسة سهلة التأمين قياسًا إلى مسجد الحسين أو مساجد آل البيت. 

وأوضح عمار علي حسن، لـ"التحرير"، أن الطرق الصوفية تتعرض لانتقادات شديدة من قبل السلفيين والإخوان، لذلك فإن الرئيس عبد الفتاح السيسي يعتبر تواجده في احتفالات المسلمين جميعا في مصر كالمولد النبوي وليلة القدر كافيًا وبالتالي، فالرئيس ليس في حاجة للذهاب إلى احتفالات الصوفية. 


مشيرًا إلى أن زيارات الرئيس للكنيسة في غالب الأحيان تكون زيارات تحل مشكلة أو معضلة أو وجود أزمة تتطلب وجوده الأمر لا ينطبق على حالة الطرق الصوفية، مؤكدًا أن الرئاسة تنظر للصوفية على أنها تعيش في حالة من السكينة والاستقرار وربما لو وجدنا أن كثير من الأضرحة تتعرض للهجوم أو مسجد الحسين نفسه تعرض لهجوم نجد الرئيس هناك.

ونفى حسن أن يكون الأمر متعلق بمواقف سياسة أو نتيجة لوجود إحاديث تروج بان احتفالات الصوفية تخدم على المذهب الشيعي قائلا "الرئيس لديه قانون رقم 118 لسنة 1976 بأن الصوفية معترف بها وغير مجرمة وهي سنية المذهب، وأن الأحاديث التي تروج بـ"الباطل" على حد تعبيره، بأن الصوفية باب خلفي للشيعة حديث يطلقه السلفية وليس له مكان في حقيقة الأمر. 


ابن الجمالية يحب الحسين 

وفي المقابل، قال المهندس عبد الخالق الشبراوي، شيخ عموم أبناء الطريقة الشبراوية، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي ابن الجمالية محب لسيدنا الإمام الحسين وأن رئاسة الجمهورية ليست متجاهلة لاحتفالات الصوفية، بل تراعي تلك المناسبات من خلال التواجد الأمني ورعاية وتجهيز المساجد وغير تلك الجوانب التي تتطلبها الاحتفالات. 

وأكد الشبراوي أن الصوفية تراعي اللياقة في الطلب وأن مسالة توجيه دعوة للرئاسة للحضور في تلك الظروف والتحديات التي تمر بها الوطن غير لائقة من الأساس، نتيجة لانشغال الرئيس السيسي بهموم المصريين.

وأوضح أن مشاركته باحتفالات اعياد الميلاد تعد محل ترحيب من جموع الصوفية باعتبار الأقباط شركاء في الوطن وكلنا مصريين ونحن الصوفية نشارك في تلك الاحتفالات.



المصدر أخبار | التحرير الإخبـاري

ليست هناك تعليقات