Header Ads

«الجلالة»: من هضبة المنتجعات إلى قاعدة تعدينية صناعية

المشروع تشرف عليه الهيئة الهندسية وينفذه 80 ألف عامل و80 شركة وطنية

ثلاث محطات تحلية بطاقة 250 ألف متر مكعب 

"هضبة الجلالة" ليست مشروعا للترفيه كما يتصور الكثيرون بسبب التركيز الإعلامي على جزء واحد في المشروع الكبير، وهو مشروع تنموي ضخم أصبح قاعدة صناعية تعدينية واعدة، تشرف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة على تنفيذه ضمن أكثر من ٢٥٣ مشروعا قوميا في مختلف محافظات الجمهورية. 

وبدأ المشروع بالفعل كتجمع سياحي وترفيهي وفقًا للمقاييس العالمية، ثم تطور ليصبح مشروعًا تنمويا شاملًا، نظرًا لما تحتويه "منطقة الجلالة" من مقومات طبيعيه ثرية.

وخلال عامين ونصف العام تم إنجاز مراحل من المشروع، أولاها الطريق الرئيسي بعد شق الجبل بطول ٨٢ كم، فيما ينتهي المنتجع السياحي الفندقي في غضون ٦ أشهر.

ووفقا للواء أح/ كامل الوزير، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، فإنه يجري حاليا إنشاء مصنع للأسمدة الفوسفاتية بطاقة مليون طن سنويا، ومصنع للرخام ومحطة كهرباء كاملة وبحيرة ضخمة لتجميع مياه السيول، بينما تنفذ الهيئة الهندسية ٣ محطات لتحلية مياه الشرب بطاقة ١٥٠ ألف م مكعب يوميا فى هضبة الجلالة وشرق بورسعيد والعلمين الجديدة.

وأشار الوزير إلى أن مشروع هضبة الجلالة الذي تشرف عليه الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تنفذه ٨٠ شركة مصرية بعمالة مصرية تجاوزت الـ٨٠ ألف عامل وفنى ومهندس، من أجل استغلال هضبة الجلالة من قبل بعض المستثمرين فى إقامة منتجعات سياحية لوجود العديد من المقومات السياحية هناك. 

وأوضح رئيس الهيئة الهندسية أنه سيتم الانتهاء تماما من الطريق الرئيسي في فبراير المقبل، وبحلول منتصف مارس سيكون الطريق والوصلات بالكامل جاهزة للافتتاح، وفي ٢٥ أبريل المقبل سوف تتضح ملامح العديد من مشروعات المنتجع السياحي، سواء الفندقي الساحلي أو الفيلات والشاليهات واليخوت والملاهي المائية، مضيفًا "بدأنا في إنشاء وصلات تربط الطريق الرئيسي وإقامة مساكن متميزة لمحدودي الدخل من أجل الإقامة أو قضاء عطلة يومية أو أسبوعية".

 مشروع "هضبة الجلالة" البحرية يتكون من الطريق الرئيسي الذي يربط بين منطقة وادي حجول على طريق القاهرة ـ العين السخنة، ويبدأ الطريق في التصاعد حتى قمة الهضبة بارتفاع حوالي ٧٧٠ مترًا، ويربط مع طريق بني سويف ـ الزعفرانة الجديد الذي أقامته الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بطول ١٦٠ كم باتجاهين، ويربط ما بين بني سويف على نهر النيل ومنطقة الزعفرانة.

وطريق هضبة الجلالة الرئيسي طوله ٨٢ كم في اتجاهين وسرعته ١٢٠ كم في الساعة، ويتكون كل اتجاه من ٣ حارات مؤمّنة ضد أخطار الحوادث بأعمال لوجيستية وتخطيط وإرشادات ولوحات داخلية وهو مؤمّن أيضًا ضد أخطار السيول.
ويوضح الوزير قائلا: "قد بدأنا في عمل أخوار في المناطق المنخفضة وأنشأنا بحيرة كبيرة لتجميع مياه الأمطار ووجود برابغ أو مواسير خرسانية لتتجمع فيها المياه بعيدًا عن جسم الطريق، ويتم تنفيذ ذلك فى الطريق الرئيسي والوصلات الفرعية والطريق التبادلي خلف منتجع «أبو الدرج»، بالإضافة إلى وصلة أخرى هي «وادي ملحة» والوصلتان طولهما حوالي ٣٥ كلم بطول ١١٥ و٣ حارات. 

التخطيط لمدينة الجلالة العالمية راعى أن تضم منتجعًا سياحيا ومشفى سياحيا وكورنيشا عاما بعيدًا عن المنتجعات السياحية ليستمتع المصريون بالبحر، ووفقًا للوزير "لا توجد أي تحفظات على مشاركة أي مستثمر يريد أن يقيم منتجعًا سياحيا في هضبة الجلالة ما دامت الفائدة ستعود على الدولة المصرية وعلى المستثمر من خلال إتاحة فرص عمل للعمالة المصرية".

وتشمل المدينة، بالإضافة للمنتجعات السياحية، عمارات سكنية متميزة وأخرى متوسطة لمحدودي الدخل وجامعة الملك عبد الله والتي تم الانتهاء من الدراسات الخاصة بها وسوف يبدأ التنفيذ بعد انتهاء المكاتب الاستشارية من تنفيذ الرسومات، وتضم المدينة أيضًا منتجعًا صحيا للاستشفاء والنقاهة، فالجو فوق قمة جبل هضبة الجلالة نقي بلا تلوث والحرارة تنخفض عن سطح البحر من ١٠ إلى ١٢ درجة.

كما تضم المدينة مجموعة من المدارس وعمارات للعاملين بالمشروع، سواء فى قمة أو أسفل الجبل، وهناك سكن متميز ومحلات تجارية وحي للمال والأعمال وكل ما تحتاج إليه المدينة العالمية من وسائل الترفيه والإعاشة.

وعن تحول "الجلاله" من مشروع ترفيهي للاستجمام إلى مشروع صناعي وتنموي ضخم، يوضح الوزير: "من أجل أن يصبح مشروع هضبة الجلالة مشروعًا تنمويا، بدأنا العمل من خلال أبحاث ومجسات للتربة على جانبي الطريق، حيث خيرات المولى عز وجل فى هذه الأرض الطيبة وما تحتويه من مواد خام مثل الطفلة والبانتونايد والكاولينا ورمال الزجاج وأكسيد الحديد وكل خيرات الأرض التي حبانا بها الله سبحانه وتعالى في جبل الجلالة".

وأضاف الوزير "نظرًا لاهتمام القوات المسلحة بالمياه فقد قمنا بتحلية مياه البحر من خلال إنشاء أول محطة تحلية في مصر والشرق الأوسط في منتجع الجلالة وهي محطة (التليمة) بطاقة ١٥٠ ألف متر مكعب مياه يوميا صالحة للشرب.

وتقوم القوات المسلحة من خلال الهيئة الهندسية بإنشاء ٣ محطات لتحلية مياه البحر، الأولى في منتجع الجلالة بطاقة ١٥٠ ألف متر مكعب يوميا، والثانية في العلمين والثالثة شرق بورسعيد في منطقة "بالوظة" بنفس طاقة المحطة الأولى، بالإضافة إلى إنشاء محطة بطاقة ٨٠ ألف متر مكعب يوميا الغراقة ومحطة في مرسى مطروح بطاقة ٤٨ ألف متر مكعب يوميا بالإضافة إلى العريش ورفح والشيخ زويد.

وتابع الوزير "بدأنا في إنشاء محطة تحلية مياه صناعي في منطقة العين السخنة بطاقة ٤٠ ألف متر مكعب يوميا وهي أعلى في الملوحة من مياه الشرب، ويتم تحليتها وتدخل في دورة أخرى لتكون صالحة للصناعات".

وأنشأت القوات المسلحة -في إطار التنمية الشاملة- مصنعًا للأسمدة الفوسفاتية وينتج مليون طن فوسفات سنويا، كما يقوم جهاز الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة بإنشاء مصنع للرخام.

كما تم إنشاء ٣ محطات معالجة مياه الصرف الصحي في هضبة الجلالة وبعد المعالجة تصلح هذه المياه للزراعة، وتم إنشاء محطة كهرباء ذاتية للمشروع وهو خط مستقل للمدينة والمنتجع السياحي والمشروع ذاتي المرافق ولا يعتمد على مواد الدولة.

في مشروع هضبة الجلالة لا توجد عطلات رسمية أو إجازة أسبوعية، والعمال المصريون يعملون على مدار الأسبوع وعلى مدار الـ٢٤ ساعة ما بين ورديات ٨ ساعات أو وردية ونصف ١٢ ساعة وأحيانًا ورديتين ١٦ ساعة إذا طلب منهم ذلك، حيث يعمل في مشروع هضبة الجلالة ٨٠ شركة وطنية، متوسط كل شركة ١٠٠٠ عامل بإجمالي ٨٠ ألف عامل يعملون من أجل إنجاز المشروع القومي، حسب الوزير.

وأشار الوزير إلى أن منطقة "وادي الدرجة" شمال وجنوب جبل الجلالة منطقة سيول، وقال "اخترنا هذه المنطقة المنخفضة لإنشاء سد لتخزين المياه بارتفاع ٨٠ مترًا وعرض ٢٠ مترًا وتم إنشاء السد من الرخام المستخرج من جبل الجلالة ويتسع الخزان أو السد لتخزين مئة ألف متر مكعب من مياه الأمطار وباقي كمية الأمطار تمر فوق السد وتسير في البرابغ أو المواسير ويتم توجيهها بعيدًا عن المنشآت الخاصة بالمنتجع السياحي والطريق فى اتجاه البحر، وهناك آخر يتم إنشاؤه حاليا ليحفظ مياه السيول.
 
من جهته، أكد المهندس إمام خيري عفيفي، نائب رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب، التي تم إسناد أعمال بناء مشروع الفندق الساحلي وعدد من الفيللات والشاليهات إليها من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، أنه تم ضغط العمل في المشروع، وقال "أنجزنا الخرسانة والأساسات في أربعة أشهر وهو زمن قياسي، ولأننا شركة حكومية، فالهدف الأسمى هو العمل بجودة فائقة ومكسب أقل وسمعة عظيمة".



المصدر أخبار | التحرير الإخبـاري

ليست هناك تعليقات