«دايمًا يا عبد الودود مرابط ع الحدود» (٢)
تهديدات الحدود تتغير مع الخارطة السياسية
الأنفاق تتصدي التحديات في سيناء
التهريب مع ليبيا والذهب في الجنوب
ضبط ٦٧ نفقًا وبيارة و٣٨٠ كيلو جرام متفجرات في شهرين
ماذا يفعل حراس الوطن وعيونه الساهره على الحدود؟ وكيف يتصدون للتحديات التي تواجه الأمن القومي لبلادنا مع تغير شكل ونوع هذه التحديات مؤخرًا؟
بالفعل شهدت مهام تأمين الحدود تغيرًا ملموسًا مع تغير الخارطة السياسية من حول الدولة المصرية وتغير مسارح المواجهة العسكرية ومعطيات التهديدات الخارجية ومتطلبات مواجهتها عسكريًّا على امتداد أكثر من عشرة آلاف كيلو متر، تمثِّل الحدود الشمالية لمصر على البحر المتوسط والحدود الغربية مع ليبيا التي تمتد لأكثر من ألف كيلو متر، والحدود الجنوبية مع السودان وتمتد نحو ٩٠٠ كيلو متر، والحدود الشرقية التي يقع نصفها في البحر الأحمر ونصفها في الخط الفاصل بين شبه جزيرة سيناء وفلسطين.
وبالإضافة إلى المهام التي نصَّت عليها دساتير مصر المتعاقبة بالدفاع عن حدود الدولة ومنع انتهاكها بأي شكل وقت السلم والحرب، تنوعت مهام حرس الحدود بين تنفيذ مهام الاستطلاع والمراقبة والتأمين والسيطرة، ومنع التسلل والتهريب، ثمَّ ألحق بها مهام مكافحة الزراعات المخدرة وبعدها المفرقعات وحديثًا مكافحة عمليات التنقيب عن الذهب على الحدود خاصة في الجنوب، ثمَّ كان الأحدث اكتشاف وتدمير الأنفاق في سيناء وهو أحدث تحديات اختراق الحدود وتهديد أمن مصر، إضافةً إلى تأمين المجرى الملاحي لقناة السويس، وإيقاف الهجرة غير الشرعية عبر الحدود البرية والبحرية لحماية الأمن القومي، وتأمين المعابر والموانئ البرية والبحرية والجمارك.
مساحة مصر حوالي مليون كيلو متر مربع، وتمتاز جغرافيتها بالبساطة النسبية كما يغلب عليها الطابع الصحراوي على كافة الاتجاهات الاستراتيجية شمالًا وجنوبًا وشرقًا وغربًا.
وتتمثل أبرز التهديدات التي تواجهها قوات ومقاتلو حرس الحدود حسب طبيعة الموقف على كل اتجاه، ففي الشمال الشرقي تمثل الأنفاق أول التهديدات مع استمرار زيادة أعماقها وأطوالها وتحصيناتها على امتداد الشريط الحدودي المواجه لقطاع غزة، ويليها الزراعات المخدرة "بانجو وخشخاش" بجنوب سيناء.
كما أنَّ وجود قناة السويس أهم مجرى ملاحي عالمي في سيناء، وكذلك عدد من المرافق الحيوية مثل كوبري السلام ونفق الشهيد أحمد حمدي الذين يربطان سيناء حاليًّا بباقي محافظات الجمهورية، ويلّي ذلك أعمال التهريب "الأسلحة والذخائر والمواد المخدرة والمواد العضوية المستخدمة في تصنيع العبوات الناسفة" مع اقتران تنفيذ هذه الأعمال بالعنف.
وعلى الاتجاه الغربي مع ليبيا ووضعها غير المستقر حاليًّا، تنشط عمليات التهريب عبر الحدود مع ليبيا وذلك بسبب سهولة الوصول إلى أوروبا عبر البحر بطرق غير شرعية، ووجود هضبة السلوم وبحر الرمال الأعظم "الذي تنتشر به الكثبان الرملية" على الحدود الغربية مما يساعد على زيادة معدلات التسلل والتهريب، كذلك فإنَّ امتداد منخفض القطارة داخل عمق الاتجاه يساعد على الاختفاء واستعادة الكفاءة بعد الضربات التي توجهها باستمرار قوات حرس الحدود لهذه العصابات.
وإلى الجنوب من مصر، تبرز عمليات التنقيب غير القانوني عن الذهب والمعادن باستخدام الأجهزة والوسائل التقليدية إضافةً إلى أعمال تهريب الأسلحة والذخائر والسلع التموينية.
وهكذا، فإنَّ كل مهمه تقوم بها قوات حرس الحدود يمثل اختراقها أو تجاوزها على أيدي الأعداء أو المهربين يمثل جريمة حدودية، ومن ثمَّ ووفقًا للقانون تختص قوات حرس الحدود بضبطها تنفيذًا للمادة ٢٥ من قانون الإجراءات الجنائية والمادة ٢١ من قانون الأحكام العسكرية والتي من خلالهما خولت سلطة الضبطية القضائية لضباط وضباط صف قوات حرس الحدود.
وتباشر قوات حرس الحدود "بحكم تمركزها على حدود الدولة" مجموعة من المهام تنقسم إلى مهام ذات طابع عملياتي، تحدِّد واجباتها ونطاق مسؤوليتها وأسلوب تنفيذها أوامر العمليات التي تصدر من القيادة العامة للقوات المسلحة، ومهام ذات طابع قانوني تحدِّد واجباتها ونطاق مسؤوليتها وأسلوب تنفيذها القوانين والقرارات والتعليمات التي تصدر من السلطات المختصة عسكرية أو مدنية لتأمين المناطق الحدودية، وكذا تنظيم المراقبة والاستطلاع والإنذار على حدود وسواحل الدولة، ومقاومة ومنع التسلل البري والبحري لعناصر التخريب والتهريب عبر حدود وسواحل الدولة، والاشتراك مع وزارة الداخلية في القضاء على الزراعات المخدرة في شبه جزيرة سيناء.
وتتولى تأمين وإدارة المنافذ الحدودية غير الشرعية لحماية الثروة القومية للدولة في المناطق التي يصعب على أجهزة الدولة الوصول إليها لتنفيذ مهامها، وذلك بالتنسيق مع إدارة المخابرات الحربية من خلال مراجعة أوراق الأفراد العابرين للمنفذ والتأكُّد من مطابقتها للأوراق الرسمية للأفراد، وحصر الأفراد الذين انتهت مدة اقامتهم والتأكُّد من سلامة موقف الأفراد العابرين وأنَّهم من غير المرحلين والممنوعين من الدخول إلى الأراضي المصرية.
ويعد التهريب الشريان الرئيس المغذي للإرهاب المسلح، ولذا تصنِّف كافة أعمال التهريب والتسلل من أكثر الأعمال خطورة على الأمن القومي واقتصاد الدول، بالإضافة إلى تمويل العنف المسلح وتسهيل دخول عناصر إرهابية يعتبر التهريب من أخطر التهديدات للصناعة الوطنية في الوقت الحالي نظرًت للخسائر الكبيرة التي يتكبدها الاقتصاد المصري، بالإضافة إلى رداءة هذه المنتجات واحتمالات إصابة من يستخدمها بأمراض عديدة.
وتكشف سجلات عمليات قوات حرس الحدود في الشهرين الماضيين إنجازات على مستوى المهام تتنوع من مواجهة الإرهاب إلى التصدي للتهريب بالأنفاق، حيث اكتشف ودمَّر ٦٧ نفقًا وبيارة وقود، والكشف وضبط المتفجرات، ولعل الرقم الذي كشفه الرئيس عبد الفتاح السيسي قبل أيام عن ضبط ١٠٠٠ طن متفجرات في عام واحد يفسر ضبط ٣٨٠ كيلو جرامًا في شهرين كما تشير أرقام حرس الحدود، وكذا محاربة المخدرات حيث ضبطت قوات حرس الحدود نباتات البانجو والحشيش ما قيمته ١.٨ مليار جنيه، إضافةً إلى أنواع المخدر الأخرى.
وفي مجال الهجرة غير الشرعية - الهاجس الذي يؤرق أوروبا، تقف مصر حجر الزاوية لكسر موجات عصابات التهريب الدولي وبخاصةً مع انهيار النظام في ليبيا والاضطرابات السياسية في المنطقة من حولنا وفي شهرين فقط أحبطت ٤٣٤ عملية تسلُّل وهجره غير شرعية، وكما في ذات الوقت تمكَّنت من ضبط عمليات تهريب لبضائع ومواد بترولية مدعمه بما قيمته نَحْو مليار جنيه.
المصدر أخبار | التحرير الإخبـاري
ليست هناك تعليقات