شيماء الصباغ.. ذهبت تكرم شهداء يناير فلحقت بهم
"اثبت مكانك، هنا عنوانك، ده نور الشمس طالع .. يا تعيش وانت راكع، يا تموت وانت واقف"، و"الورود تموت واقفة"، و"حتى في موتك بتقوينا".. كانت تلك أبرز التدوينات التي كتبتها الراحلة شيماء الصباغ، الناشطة السياسية والعمالية، لأحبائها ومتابعيها.
وفي ذكرى وفاتها الثانية التي تحل اليوم الثلاثاء، 24 يناير، دعا نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى "فيسـبوك" و"تويتر" للتدوين عن شيماء الصباغ في هاشتاج حمل عنوان "#شهيدة_الورد"، وهو اللقب الذي أطلقته الصحف ووسائل الإعلام عليها وقت رحيلها العام قبل الماضي في الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير.
شيماء الصباغ لفظت أنفاسها الأخيرة خلال مسيرة سلمية نظمها حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، يوم 24 يناير 2015 لتكريم شهداء ثورة يناير، بوضع أكاليل الزهور عند النصب التذكاري بميدان التحرير.
اعتادت "الصباغ" العمل والوقوف بين صفوف المحتجين، بدءًا من التضامن مع القضايا العمالية، وحتى التظاهر ضد مبارك، فلم تكن فتاة عادية، إذ بدأت العمل السياسي في العشرين من عمرها، وتبنت الفكر الاشتراكي.
شيماء الصباغ من مواليد الإسكندرية عام 1983، والتحقت بحزب التحالف الشعبي الاشتراكي في أواخر عام 2012، وأصبحت مسؤولة العمل الجماهيري والإعلام في الحزب بالإسكندرية، وكانت من أوائل المشاركين فى التظاهرات ضد نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، انحازت لقضايا العمال لإيمانها بها فلم تترك إضرابًا أو اعتصامًا عماليا بالإسكندرية إلا وشاركت فيه، حتى اندلعت ثورة 25 يناير.
اعتادت شيماء الصباغ الكتابة على "ظهر" تذاكر الأتوبيس، لتوثيق أبياتها الشعرية العامية، وكانت ترى -كما قال معتز الشناوي زميلها في الحزب وابن محافظتها- أنها لا تحتاج سوى تذكرة صغيرة لتكتب عليها ما يدور في بالها، ومن هنا قررت تسمية ديوانها "على ضهر تذكرة".
كان آخر ما كتبته شيماء الصباغ على صفحتها الخاصة يوم 14 يناير قبل رحيلها بأيام قليلة "البلد دي بقت بتوجع، ومافيهاش دفا.. يا رب يكون ترابها براح وحضن أرضها أوسع من سماها".
شيماء الصباغ كانت من أوائل المعهد العالي للفنون الشعبية، وقال عنها أستاذها مصطفى جاد، عميد المعهد العالي للفنون الشعبية، إنها "من أنبه الطلاب في المعهد، وحصلت على دبلومة الفنون الشعبية وأثبتت جدارة غير مسبوقة في الجمع الميداني للتراث الشعبي المصري، واستطاعت أن تقوم بتوثيق التراث الشعبي خاصة في الدلتا والوجه البحري، وواحة سيوة، وكان لديها قدرة مميزة في التعامل مع كل الطبقات فكانت باحثة من طراز مختلف".
وتسبب نشر فيديو لمقتلها على مواقع التواصل الاجتماعي، في غضب عاصف، الأمر الذي دفع الرئيس عبد الفتاح السيسي للاهتمام بالقضية، وظهر بعدها معلقًا "شيماء بنتي واللي غلط هيتحاسب"، حتى قضت محكمة الجنايات بالسجن 15 عامًا للضابط ياسين صلاح، بعد إدانته بضرب شيماء الصباغ بطلقات خرطوش بعدما ساقت له النيابة تهمة ضرب أفضى إلى موت.
أثار مقتل شيماء الصباغ ردود فعل على نطاق واسع، وانطلقت الوقفات المنددة بمقتلها، كان من ضمنها وقفة احتجاجية في ميدان طلعت حرب، دعت لها مجموعة من السيدات اللاتي احتشدن في نفس المكان الذي شهد مقتلها.
المصدر أخبار | التحرير الإخبـاري
ليست هناك تعليقات