عالمة علم نفس: إذا كنت تريد تغيير طفلك .. ابدأ بالتحكم في انفعالاتك
صدر كتاب جديد لأستاذة علم النفس السريري بجامعة "كولومبيا" ، لورا ماركام، والتي تعمل كمدربة للأبوة والأمومة، بعنوان "آباء هادئون، أطفال سعداء: كيف يمكن وضع حد للصراخ والبدء في خلق رابطة أبوية".
وتقول عالمة النفس الأمريكية، في كتابها، إن ضبط الآباء لانفعالاتهم والتحكم في مشاعرهم، هو جوهر قدرتهم على تربية أطفالهم، و تلك مهمة صعبة للغاية، فضبط الوالدين لعواطفهم هو أمر أساسي للأبوة الصالحة، لتمكينهم من توجيه أطفالهم بمحبة بدلا من الاستسلام لنوبات الغضب، مشددة على عدم اقتصار القدرة على ضبط الانفعالات على فوائدها على الأطفال، بل تمتد لتساعد الآباء أيضا في أن يصبحوا أكثر سعادة.
وتؤكد "ماركام" أن السلامة العاطفية التي يخلقها الوالدان لأبنائهم هي بالضبط ما يسمح لهم بالسلامة والنمو والازدهار، مشددة على ضرورة الالتزام بالهدوء لتوفير "بيئة متماسكة" هادئة لأطفالنا، حيث يشعرون بالأمان الكافي لاختبار مشاعرهم، وهو ما يسمح لتلك المشاعر القوية بالتبخر، ليتعلم الأطفال أن تلك المشاعر ليست سوى جزء من إنسانيتنا، ولا داعي للخوف منها أو التصرف حيالها.
وتوضح أنه عندما يحترم الأطفال الوالدين، ويشعرون بتفهم الآباء لهم، سيرغبون في أن يتبعوا قيادتهم، حيث سيتعلمون أنه ليس بالضرورة أن يحصلوا دوما على ما يريدون، لكنهم سيحصلون على شيء أفضل.
وتستطرد "ماركام" فى كتابها أن الأطفال هم مقاييس حساسة لتوتر الآباء وحالاتهم المزاجية ، حيث إذا كان لدى الوالدين مشكلة فمن المؤكد أن الأطفال يشعرون بذلك بصورة غير واعية ويتصرفون على هذا الأساس، لذلك فإنه في كثير من الأحيان، عندما يعمل الآباء على حل المشاكل الخاصة بهم، نجد أن سلوك الأطفال يتغير حتى دون التصدي للمشكلة مباشرة.
وتخلص "ماركام" إلى أن عملية ضبط الآباء لانفعالاتهم، هي عملية ممتدة، تبدأ بملاحظتهم لمشاعرهم وحالتهم المزاجية، وعندما يشعرون بالضيق، يجب عليهم مقاومة اتخاذ تصرف حتى يهدءوا، فعليهم بالتنفس والالتزام بمشاعر التعاطف تجاه أطفالهم، حتى يتمكنوا من الهدوء قبل التصرف.
المصدر المرأة والطفل
ليست هناك تعليقات