Header Ads

«الفساد» يفقد مصر ربع ثروتها الحيوانية.. و«الأوبئة» تكمل على المتبقي

نفوق جماعي للحيوانات بعدد من المحافظات، وظهور 3 بؤرجديدة من فيروس أنفلونزا الطيور للمرة الأولى، وتحذيرات من انتشار وباء فيروسي نتيجة فساد الأمصال واللقاحات وضعف إجراءات تحصين الحيوانات، ما أدى إلى تدهور شديد في الثروة الحيوانية وصل ذروته بعودة وباء الحمى القلاعية ليضرب مصر مجددا.

ويهدد مرض الحمى القلاعية الثروة الحيوانية، ويرفع من جديد أسعار اللحوم الحمراء، وسط تحذيرات من أطباء الطب البيطري من خروج المرض عن السيطرة، وتحوله إلى وباء، بسبب قلة الأمصال البيطرية وارتفاع أسعارها.

و"الحمى القلاعية" مرض فيروسي سريع الانتشار، يصيب عددا من الحيوانات، لا سيما الأبقار والجاموس والأغنام والماعز، ويوجد 7 أنواع من فيروس الحمى القلاعية.. كلها أنواع خطيرة على الحيوانات.

وكان أول ظهور للمرض في مصر عام 2006، ودمر أكثر من 70% من الثروة الحيوانية في ذلك الوقت، وعاود الظهور عدة مرات خلال السنوات الماضية، إلا أن هيئة الطب البيطري واجهته.

وبحسب بيطريين، فإن عدم الاستعداد له هذا العام بسبب رفع أسعار الأمصال واستيرادها من الخارج بعد رفع سعر الدولار ما أدى إلى انتشار المرض، ما يهدد بمخاطر تحوره بعد نفوق المئات من الحيوانات خلال الساعات الماضية، ما يكبد عددًا من المزارعين والفلاحين خسائر مالية كبيرة.

- مصر فقدت 25% من ثروتها الحيوانية 

وقال الدكتور سامي طه، نقيب البيطريين الأسبق، إن وضع الثروة الحيوانية بات أكثر تدهورا نتيجة وجود تيار كبير من النفوق المفاجئ للحيوانات من أبقار وجاموس بعدد من المحافظات، لافتا إلى أن هناك 3 أمراض حيوانية تهدد الثروة الحيوانية في مصر هي الحمى والتسمم الدموي، وأخيرا مرض بكتيري هو اللاهوائيات، والأمراض الثلاثة تؤدي إلى نفوق  الحيوانات .

- منصور ألغى التحصين المجاني للحيوانات

وأضاف طه، أن المرض يجتاح مصر حاليا، لافتا إلى أن تحصين الحيوانات حاليا يتم على نفقة المربين والفلاحين، وهو الأمر الذى يكبد الفلاحين تكاليف باهظة بخلاف الوضع السابق الذى كان قبل 3 سنوات، حيث كان تحصين الحيوانات إجباريا وبالمجان طبقا للقانون رقم 53 لسنة 1966 الى أن صدر القرار الجمهوري من الرئيس المؤقت عدلي منصور، بإلغاء مجانية التحصين وبالتالي أصبح الفلاح غير ملزم بالتحصين الأمر الذي يتسبب في خسارة فادحة للاقتصاد المصري، .

وأشار إلى أن الثروة الحيوانية في مصر تقدر بـ 140 مليار جنيه، كما أن عدد الثروة الحيوانية انخفض من 8 مليون حيوان من الأبقار والجاموس إلى 6 مليون حيوان اي أننا فقدنا 25% من الثروة الحيوانية .

ووصف طه الأمر بالكارثة، بسبب التعتيم الحكومي على القضية، مشيرا إلى أن فتح باب الاستيراد العشوائي فتح الباب أمام المزيد من الأمراض الوبائية التي تدخل مصر عبر الجنوب، خاصة أن فيروس الحمى القلاعية دخل مصر بسلالة جديدة فى عام 2006، فضلا عن سلالة أخرى في عام 2012 نتيجة استيراد الحيوانات من إفريقيا.

- مطالب بإعادة التحصين المجاني هو الحل

وطالب طه، بضرورة عودة التحصين المجاني مرة أخرى لحماية الثروة الحيوانية الوطنية، والحد من إهدار العملة الصعبة الناتجة عن استيراد الحيوانات من الخارج، مشيرا إلى ضرورة توظيف عدد أكبر من البيطريين لسد العجز في أعداد البيطريين مع توفير الإمكانات الفنية والمادية من سيارات وغيرها.

وشدد على ضرورة عودة مراكز رعاية الحيوان بجميع المحافظات، لافتا إلى أن المرض ينتشر فى مصر بشكل كبير مما يهدد بحدوث وباء إذ لم يتم السيطرة عليه.

- فساد اللقاحات المستوردة 

وقال الدكتور خالد العامري، نقيب الأطباء البيطريين، إن أعداد الطيور النافقة تتزايد بالمزارع، مما أدى إلى زيادة أسعار الدواجن.

ولفت إلى أن السبب الرئيس للنفوق الرهيب للدواجن، الذي وصل إلى 100%، في بعض المزارع يرجع إلى اللقاحات الفاسدة المستوردة من الخارج، وأن هذه اللقاحات السبب في تدمير الثروة الداجنة والحيوانية بمصر.

وأضاف العامري: "لابد من إنشاء وزارة للثروة الحيوانية لأنها ستكون خط الدفاع الأول عن المصريين لحمايتهم من الأمراض الخطيرة مثل السل وغيره، وكذلك من أجل توفير غذاء آمن لهم". 

وذكر أن هناك علاقة وطيدة بين نقص أعداد البيطريين ونفوق الدواجن والحيوانات، لافتًا إلى أن حجم الاستثمارات في الثروة الحيوانية يصل إلى أكثر من 100 مليار جنيه، وهناك عجز في الأطباء البيطريين بوزارة الزراعة يصل إلى 6 آلاف طبيب بيطري.
- إجراءات وقائية لمواجهة المرض 

ومن جانبه قال الدكتور خالد مرسي، مدير عام إدارة الطب الوقائي بالهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة، إنه من بين الإجراءات الوقائية التى تتخذها الهيئة دورياً لمواجهة مرض الحمى القلاعية، تحصين الحيوانات بلقاح الحمى القلاعية «ثلاثى العترة الزيتى» والتحصين حلقياً فى نطاق بؤرة الإصابة قى دائرة نصف قطرها 10 كم، وقياس المستويات المناعية للحيوانات بعد التحصين على فترات مختلفة، وذلك من خلال برنامج الدراسات الحقلية، وبرامج التقصى السيرولوجى النشط لسحب عينات الدم.

وأكد مدير عام إدارة الطب الوقائى أن الإجراءات الوقائية تشمل أيضاً برامج توعية للمربين من خلال ندوات إرشادية تنظمها الإدارة العامة للخدمات والإرشاد بكيفية الحفاظ على الحيوانات من الإصابة بمرض الحمى القلاعية، وتوصيات للمربين بتحصين الماشية دورياً، والإبلاغ عن الحيوانات المصابة بأسرع وقت ممكن.

- الزراعة تعلن الطوارئ والنفوق يصل إلى 80% 

أكد تقرير للهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة، أن هناك خطة طوارئ مستمرة للتحكم والسيطرة على مرض الحمى القلاعية فى حالة ظهور عترة جديد.

وتابع تقرير الهيئة أن مرض الحمى القلاعية تصل نسبة نفوق الحيوانات الكبيرة المصابة به إلى 2% وخطورتها أنها تصيب الأعمار الصغيرة وحديثى الولادة، ما يشكل خطورة على مستقبل الثروة الحيوانية، حيث يؤدى إلى انخفاض إنتاج اللبن بنسبة تصل إلى 40% وينخفض إنتاج اللحوم بنسبة قد تصل إلى 30% كما يؤثر على ضعف خصوبة الحيوان.

وقال تقرير الهيئة إن مرض الحمى القلاعية فيروسى معدٍ شديد الوبائية، ينتقل عن طريق الهواء 60 كم على الأرض و300 كم فوق الماء، يصيب الحيوانات مشقوقة الظلف، وله 7 عتراتAOC ،SAT1 ،SAT2 ،SAT3 ، ASIA1.

وأشار التقرير إلى أن فترة حضانة المرض من 3 إلى 8 أيام، ومعدل الإصابة يصل إلى 100% ومعدل النفوق 80% فى العجول حديثة الولادة و2% فى الحيوانات الكبيرة، والمطهرات التى تستعمل للقضاء على الفيروس، هى كربونات الصوديوم 4% أو فورمالين 2%.

وأوضح التقرير أن أعراض المرض ارتفاع درجة الحرارة وما يتبعه من خمول وفقدان شهية وجفاف المخطم، وتوقف عمل الكرش، ونقص أو توقف فى إنتاج الحليب، وإجهاض للإناث العشار، وإفراز اللعاب بكمية كبيرة، وتقرحات بدرجات مختلفة على اللثة واللسان والغشاء المخاطى المبطن للفم، وظهور فقاعات وتقرحات على الضرع، مثل الموجودة بالفم فى حيوانات الحليب، وظهور التهابات بين الأظلاف وعند اتصال الأظلاف بالقدم، ما يؤدى إلى عرج للحيوان وحدوث حالات نفوق للحيوانات الرضيعة.

- ارتفاع أسعار الأعلاف 

ومن جهته، قال سيد النواوى، عضو شعبة اللحوم بغرفة تجارة القاهرة، إن أسعار اللحوم شهدت ارتفاعات متتالية منذ قرار تحرير اسعار الصرف وتعويم الجنيه المصري ، موضحا أن نسبة الزيادة بلغت نحو 40%.

وأضاف النواوي، أن ارتفاع الأسعار يرجع إلى الزيادة المستمرة فى اسعار الأعلاف ، خاصة وأن أغلبها يتم استيرادها من الخارج، الى جانب الزيادة الموجودة فى مدخلات الإنتاج، والتى أثرت بالسلب على عدد المربين بالسوق.

وأوضح عضو الغرفة أن جميع أسعار المدخلات الخاصة بتربية المواشى بالمزارع تشهد ارتفاعا، مشيرا إلى أن طن الأعلاف بالسوق يبلغ نحو3850 جنيها، وذلك مقارنة بنحو 3400 جنيه خلال الشهر الماضى.

وأشار إلى تراجع نسبة الاقبال على الشراء من جانب المواطنين بنحو 50% بسبب ارتفاع الأسعار، وعدم قدرة المواطن تحملها، نتيجة الزيادة المستمرة أيضا فى أسعار السلع الغذائية الأخرى.

وبالنسبة لأسعار اللحوم البلدية، أوضح النواوى أن سعر كيلو الكندوز يتراوح حاليا ما بين نحو 110 إلى 130 جنيها، ويتراوح كيلو البتلو ما بين نحو 150 إلى 180 جنيها، فيما وصل الكيلو الضانى إلى نحو 120 جنيها، وكيلو اللحم الجملى يتراوح ما بين نحو 80 الى 90 جنيها.

وأضاف النواوى أن سعر كيلو اللحم السودانى يصل إلى نحو75 جنيه، وذلك مقارنة بنحو55 جنيها، كما أن سعر كيلو اللحم الأثيوبى وصل إلى نحو70 جنيه، وذلك مقارنة بنحو50 جنيه، فيما سجل سعر كيلو اللحم البرازيلى إلى نحو85 جنيه، وذلك مقارنة بنحو60 جنيه.

تخفيض أسعار اللحوم

وتدرس شعبة القصابين بغرفة القاهرة التجارية تخفيض أسعار اللحوم بنحو 10 جنيهات، بسبب حالة الركود التى تشهدها الأسواق في الفترة الأخيرة، جراء جنون الأسعار.

وأكد محمد شرف، نائب رئيس شعبة القصابين بغرفة القاهرة التجارية، أن الغرفة ستعقد اجتماعا مع الجزارين خلال الأيام المقبلة لخفض الأسعار، لتسجل 120 جنيهًا للكندوز بدلا من 130، وللضاني 110 جنيها بدلا من 120، وللبتلو 140 جنيها مقابل 150 حاليًا، مشيرًا إلى هذا الإجراء سيحد من حالة الركود التى تخطت 65%.

وأعلن صبحى طاحون رئيس الشركة المصرية للحوم والدواجن إن وزير التموين أبرم اتفاقا مع اتحاد منتجى الدواجن بطرح 10 آلاف طن فراخ وأوراك وتم استلام كميات من الشركات التابعة لاتحاد منتجى الدواجن لافتًا إلى أن وزارة التموين ستطرح كميات كبيرة بالمناطق الأكثر احتياجًا بنزول سيارات توزيع بتلك المناطق بأسعار مخفضة وذلك تحت رقابة من الأجهزة الرقابية التى ستكون موجودة مع تلك السيارات.

وأشار طاحونالى أنه يستلم 250 طنًا يوميًا من منتجى الدواجن وبعض الشركات لطرحها بأسعار مخفضة لافتا إلى أن سعر كيلو الفراخ 20 جنيهًا ولكن عملية النقل والتخزين يتم خلالها رفع السعر ويجب أن يكون هناك هامش ربح للشركات.

وأوضح طاحون إلى أنه لن تتم زيادة الأسعار فى الفترة المقبلة كما سيتم تثبيت السعر مشيرًا إلى أن هناك عقودًا مبرمة مع اتحاد منتجى الدواجن والشركات المستوردة للدواجن والاحتياطى يكفى لمدة 6 أشهر مشيرًا إلى هناك محاولات مع الاتحاد لتثبيت أسعار البيض وتوفيره بأسعار مناسبة.



المصدر أخبار | التحرير الإخبـاري

ليست هناك تعليقات