Header Ads

مستشفى57357... صرح طبي أم سمسار دعائي؟





57357

أحمد إسكندر


الكم الكبير من الاعلانات والحملة الإعلانية الضخمة المنتشرة فى أغلب الفضائيات المصرية ووسائل الاعلام  لمستشفى علاج سرطان الاطفال 57357 أمر يستدعي التوقف لان الملاحظات جلية وجليلة.

رغم سنوات عدة من التبرعات والإنشاءات منذ 1999 إلا أن المستشفى لا يسع سوى 220 سرير ؛ ولا يستقبل الحالات الا اذا كانت نسبة شفائها كبيرة رغم ان النفقات الكبيرة على الدعاية للمستشفى قادرة ان تصنع توسعات اكبر لتستوعب عدد كبير من الاطفال المصابين والذين يُقدر عددهم بـ10 الاف طفل سنويا. لكن لماذا هذا المستشفى تحديدا له تلك البروباجندا المدعومة بكل المؤسسات الرسمية والاهلية والشعبية دونا عن بقية المستشفيات الخيرية الاخرة التى تستقبل حالات اكتر ومسامتها فى العلاج اضعاف مستشفى 57 مرات ومرات؟

تساؤلاتك التى تدور فى ذهنك ستجد لها حلا لو تطلعت ايها القارىء وتفحصت اعلانات المستشفى التى تطالبك ليل نهار بالتبرع منذ أن كان التبرع "ولو بجنيه" حتى استقبالها لكافة انواع الزكاة والصدقات وصالحات شهر رمضان.

النظرة الأولية لاعلانات المستشفى تقول اننا امام صرح دعائي وليس علاجي؛ فاترينة اجتماعية وليس مؤسسة صحية. التبرعات الشخصية البسيطة من المواطنين لها الفضل الاول فى افتتاح المستشفى عام 2007 قبل ان تصبح المستشفى اداة جذب للمشاهير والمؤسسات. المشهد الاولي للمستشفى من خلال الاعلان ينقل لك مشهد فندقي فخم ؛ لا ينقل لك آلام الاطفال المصابين بقدر ما ينقل لك "بارك ترفيهي" ؛ هي وسيلة جيدة تجعل المواطن يشعر بأهمية تبرعه لهذا الصرح ،كيف أحدثت تبرعاته مؤسسة بهذا الطراز الاوروبي.

التطور الدعائي الكثيف للمستشفى-وهو قطعا من اموال التبرعات لصالح منشآت المشفى- أستقطب الطبقات الاجتماعية الغنية والمشاهير ؛فليس أفضل من مستشفى خيرية تعالج سطان الاطفال بالمجان لتكون واجهة عرض اجتماعية للمشاهير والنجوم والمؤسسات لتجميل صورتهم امام الجمهور او على الاقل بتعريف الجمهور بهم. فذاك الطريق الافضل لتستثير عطف الجمهور ورضاه؛ رغم هناك العديد من المستشفيات والمعاهد التى بحاجة لتبرعات كبيرة خاصة وانها تقدم العون الاكير للمرضى لكنها لا تملك الميزانية الدعائية لمستشفى 57.

تبدو المستشفى وكأنها أصبحت سمسار اجتماعي لغسيل سمعة بعض الشخصيات والمؤسسات مقابل حفنة من الاموال ؛التبرع هنا يعطي صك الشرعية والوطنية ومشاعر الجمهور الجمعي بالاضافة الى التلميع المجاني.

لم يلتفت الجمهور الى التناقض الصريح فى دعاية المستشفى من حيث انها تدعي انها الاكبر والاضخم فى محيطها الاقليمي والساعية لتكون الاكبر فى العالم فى حين انها لا تملك سوى 220 سرير؛ فالمشاهِد البانورامية والمنشآت التى تبدو فندقية صرفت ذهن المشاهد عن الانصات لما يقال. فالقائمين على المستشفى يكفيهم هذا العدد فقط من السرائر طالما قادرين على ان يصوروا للمشاهد فى الاعلان انه بإزاء صرح من صروح هايدلبرج الالمانية الشهيرة فى الطب.

عزيزي المشاهد والمتبرع ؛لن ينالك نصيب من الكعكة الدعائية للمستشفى رغم انك المنشىء الحقيقي؛ فالمستشفى  واعلاناتها أصبحت  واجهة دعائية/اجتماعية لهؤلاء المشاهير ،ولو لديك حالة مرضية انتقل بها لأى معهد أورام حكومي قد يسعفك لان مرضى 57 فى لوكيشن التصوير على السرائر.





ليست هناك تعليقات