تقنيات المستقبل: الواقع الافتراضي والمعزز والمختلط.. ما هي؟ وإلى أين نصل بها؟
شاهدنا دعم أبل للواقع المعزز في نظامها الأخير IOS11، وبالتأكيد أُعجبنا بما ذهبت إليه فيسبوك بتقنية الواقع الافتراضي وإعلانها عن شبكة Facebook Spaces الاجتماعية في الواقع الافتراضي، وربما دُهشنا بما آلت إليه مايكروسوفت بدعمها تقنية الواقع المختلط في ويندوز 10. كرّرتُ عليكم مصطلحات تقنيات الواقع كثيرًا، أليس كذلك؟ وربما تكون هذه المصطلحات قد اختلطت عليكم؛ لذا سأصحبكم في هذا المقال لنتعرف إليها معًا، ولنعرف الفارق بينها، وكيف سيكون مستقبلها.
الواقع الافتراضي (VR)
تقنية الواقع الافتراضي (Virtual Reality)، و(VR) اختصارًا: تقنيةٌ تُخرِج المستخدم من واقعه الحالي وتُدخله في عالمٍ جديد افتراضيّ، منعزلٍ تمامًا عن عالمه الحقيقي، ومن اسمه فهو عالمٌ مُفترَض.
وفي هذا العالم المفترض ستكون جزءًا منه، وستستطيع التفاعل معه، حيث تلتفت يمنةً ويسرَةً وتسمع الأصوات ثلاثية الأبعاد، وتشعر بالاهتزازات والضربات من حولك.
أبرز الأجهزة التي تستعمل هذه التقنية
تُستخدم تقنية الواقع الافتراضي غالبًا (على الأقل حاليًّا) من خلال نظارة، والتي تتفاوت في أسعارها واحترافية استخداماتها، فتجد الرخيصة مثل Google Cardboard، والتي يمكنك من خلالها مشاهدة مقاطع فيديو 360 درجة -مثلًا- ونظارة سامسونج Gear VR متوسطة الثمن، وهناك الاحترافية منها والغالية الثمن، مثل: Oculus Reft، وHTC Vive، والتي يمكنك استخدامها لألعاب الواقع الافتراضي القوية على الحواسيب.
واستخدامات هذه التقنية كثيرة، ونستطيع استخدامها للفائدة والتعلم، وفي العلاج أيضًا؛ فبنظارة سامسونج Gear VR التي تستخدم تقنية الواقع الافتراضي، استعرضت سامسونج مساعدتَها للأشخاص الذين يعانون من رهاب المسرح ودفْعَها إياهم إلى التخلُّص من هذا الرهاب نهائيًّا، وذلك عبر قاعات وخطابات افتراضية دُرِّبوا عليها بالنظارة.
الواقع المعزَّز (AR)
تقنية الواقع المعزَّز (Augmented Reality)، و(AR) اختصارًا: على عكس تقنية الواقع الافتراضي، لن تأخذك إلى عالم جديد، بل ستُبقيك في عالمك الواقعي، لكن مع تعزيزه بأجسام أو معلومات تستطيع التفاعل معها.
فمثلًا إذا استخدمنا هذه التقنية من خلال تطبيقٍ معين على الهواتف الذكية، سنستطيع تحريك الكاميرا يمنةً ويسرةً في المكان، وستبقى الأجسام التي عَزَّزنا بها واقعنا مكانها، وكأنها في عالمنا الحقيقيّ بالفعل، وهو ما شاهدناه في لعبة بوكيمون جو الشهيرة عند صيد البوكيمونات وفتح الكاميرا.
أبرز الأجهزة التي تستعمل هذه التقنية
ما يميز هذه التقنية أنها قد تُستخدم ببساطة باستخدام تطبيقٍ في الهاتف فقط، وقد تُستخدم في أمور أكثر احترافية من خلال أجهزة متخصصة تدعمها، مثلما شاهدناها في هاتف لينوفو فاب 2 برو، عبر مشروع قوقل تانجو للواقع المعزز؛ وفي نظارة مايكروسوفت Holo Lens.
وتُستخدم تقنية الواقع المعزز لأغراض شتى، فقد شاهدنا لها تطبيقًا جميلًا في هاتف لينوفو فاب 2 برو، إذ تستطيع عبر هذه التقنية تجربة وضع كرسيٍّ أمامك -مثلًا- قبل أن تشتريه من أحد المتاجر، لتشاهده وكأنه في الغرفة، بحجمه وشكله الحقيقي؛ فتحدّد هل يناسبك أم لا.
واستخدامات هذه التقنية قد تتعدى إلى المجال التعليمي؛ كاستخدامها في الطب، إذ شاهدنا تطبيقًا لها للشرح على الهيكل العظمي عبر نظارة مايكروسوفت Holo Lens، وكيف أن المعلومات التي تظهر تتفاعل مع حركاتك.
الواقع المختلط (MR)
ظهرت في الآونة الأخيرة تقنيةٌ جديدة تسمى الواقع المختلط (Mixed Reality)، و(MR) اختصارًا، فكرتها أنها تدمج بين تقنيتَي الواقع الافتراضي والواقع المعزز، وذلك بإيجادها لأجسامٍ جديدة مُفترَضة (وهذه تقنية الواقع الافتراضي)، وإمكانية تغيير مكان هذه الأجسام أو تصغير حجمها وما إلى ذلك (وهذه تقنية الواقع المعزَّز).
إذنْ فتقنية الواقع المختلط تسمح بأن تعزز واقعك بعناصر وأمور يمكنك تغيير مكانها وحجمها والتحكّم فيها، لتُكوّن عالمك وتجربتك الافتراضية الخاصة.
وعلى الرغم من حداثة هذا المصطلح وهذه التقنية، فإنها قد دُعِمت بالفعل من مايكروسوفت في تحديث ويندوز الأخير، وفي هذا المقطع استعراض بسيط لها:
مستقبل تقنيات الواقع الافتراضيّ والمعزَّز والمختلط
لا شك أن لهذه التقنيات التي ذكرناها دورًا كبيرًا جدًّا في تغيير العالم التقني مستقبلًا، بل دعُونا نقل إنها العالم من جميع النواحي؛ الترفيهية، والتعليمية، والطبية، والفنية، ولكل تقنيةٍ طريقةٌ في الاستفادة منها.
فبنظّارات تقنية الواقع الافتراضي شاهدنا كيف أن السفر عبر هاتفك وعيش أجوائه والتعرف إلى أماكن جديدة سهلٌ وبسيط، وأن مفهوم الشبكات الاجتماعية سيتغير بشكل كبير مستقبلًا مع شبكة Facebook Spaces الاجتماعية في الواقع الافتراضي، وأن الفصول الدراسية قد تكون أكثر متعةً وفاعليةً من وضعها الحاليّ بمساعدة نظارات الواقع الافتراضي، بل ربما تُعطى الحصصُ بكاملها من خلالها عبر قاعاتٍ وفصول افتراضية.
وعن تقنية الواقع المعزز، فيكفي أن نظام IOS11 داعمٌ لها، وسنرى تطبيقاتٍ مميزةً تستفيد من إمكانيات هذه التقنية مع الإعلان عن هاتف آيفون القادم في سبتمبر، وقد شاهدنا انتشار لعبة بوكيمون جو القوي ورواجها، وبالتأكيد فإن أحد أسباب انتشارها ما شاهدناه من استغلال اللعبة لتقنية الواقع المعزز في إمساك البوكيمونات بشكل تفاعليٍّ جميل.
وبالنسبة لتقنية الواقع المختلط التي شهدنا ظهورها حديثًا، فقد دعمتها مايكروسوفت في ويندوز 10 في الآونة الأخيرة، وبالتأكيد سنشاهد دعمًا أكبر لها مستقبلًا في النظام وفي نظارات مايكروسوفت Holo Lens، وهي التقنية التي تدمج بين الواقع الافتراضيّ، والمعزَّز.
التدوينة تقنيات المستقبل: الواقع الافتراضي والمعزز والمختلط.. ما هي؟ وإلى أين نصل بها؟ ظهرت أولاً على عالم التقنية.
المصدر عالم التقنية
ليست هناك تعليقات