صور| «أسرة عبادية» بالأٌقصر: «بنخزن لبسنا في التلاجة.. والأكل عيش وبصل»
تعيش أسرة عبادية طه حسين المكونة من 7 أفراد بنجع الجسور التابع لمدينة الطود في الأقصر، داخل منزل آيل للسقوط، غير قادرة على توفير احتياجاتها الأساسية من طعام وشراب ودواء، وتحولت حياتها إلى جحيم بعد موجة غلاء الأسعار التي تشهدها البلاد.
تقول عبادية لـ"التحرير": "زوجي وافته المنية منذ سنوات عديدة، وترك لي ولد وبنتين صغيرتين، وزوجت الولد لعدم قدرتي على الخدمة في المنزل، في ظل الظروف المرضية التي تعاني منها ابنتي الكبرى بعد تركيب دعامة لها في المخ وتغيير صمام في القلب، وعدم مقدرتها على السير".
وتضيف، "ابني شغال على باب الله، يوم شغال و10 لا"، مشيرة إلى أن الله رزقه بطفلتين صغيرتين يعمل على إطعامهما ومساعدة والدته في شراء الأدوية التي تصل إلى أكثر من 500 جنيه شهريا لشقيقته المريضة.
وتابعت: "تراكمت الديون علينا، وامتلأت الدفاتر التي نقوم بكتابة مديونياتنا فيها، فقررنا عدم شراء الأدوية لابنتي، فكل ما أتحصل عليه من معاش التضامن 550 جنيها، وأقوم بتوزيعها على كل من له دين".
وذكرت "بعد كتابة ابنتي المريضة في الشئون الاجتماعية، تم صرف مبلغ 110 جنيهات لها شهريا، وبعد ذلك تم خصم مبلغ 95 جنيها منها ليصل ما تتقاضاه 20 جنيها، بسبب أنها مقيدة في المعاش الذي أتقاضاه بإجمالي 550 جنيها".
ولفتت إلى أن أغلب طعامهم عبارة عن بصل وطماطم وفلفل وعيش، والبيت آيل للسقوط، وفي إحدى المرات سقط جزء من السقف على الأرض، وتعاني حتى الآن من الآلام".
عبادية التي تستخدم الثلاثجة لحفظ الملابس بدلا من الطعام، تقول إنها "قامت باستخدامها لتخزين الملابس لعدم وجود دولاب كبير لتخزين جميع ملابس أبنائها وكذلك لعدم وجود طعام!".
وتشير ابنة عبادية "فاطمة" التي تبلغ من العمر 20 عامًا، إلى أنها تعاني من المرض، بعد إجراء عمليات عديدة لها وتركيب دعامة في المخ وتغيير صمام بالقلب، بسبب عيب خلقي ولدت به، وأصبحت لا تستطيع السير.
وأردفت "ظروفنا صعبة، معنديش سرير، أنا بنام على الأرض وبشوف الحشرات بتمشي بجواري من الفتحات المتواجدة أسفل حوائط المنزل، وكل اللي نفسي فيه نبني البيت بس ومش عايزة علاج لأنه بيصرف فلوس كتير ومش جايب نتيجة، وأنا خلاص ملّيت منه".
وتروي الطفلة "ناهد" التي تبلغ من العمر 14 عامًا، وعيناها تفيض من الدموع بسبب تركها للتعليم قائلة: "أنا كنت بروح المدرسة ووصلت للصف السادس الابتدائي بشوف زميلاتي معاهم كراسات وأقلام وأنا مش معايا، هما شايلين شنط جميلة وأنا معايا شنطة بلاستيك، هدومهم نظيفة وجديدة ومعاهم مصروف يقدروا يشتروا بيه اللي عايزينه، وأنا أهلي غلابة مش قادرين يوفرولي كل ده، علشان كدا بطلت أروح".
واختتم حديثها "نفسي أروح المدرسة تاني وأكون لابسة زي زميلاتي وآخد شهادة، ويكون معانا بيت منخافش إنه يقع علينا".
من جانبه، أشار العميد إبراهيم كمال، مدير مكتب مؤسسة الأورمان بالأقصر، إلى ضرورة توجه السيدة إلى المكتب، لصرف معونات لها، بالإضافة إلى الكشف على ابنتها من خلال إحدى القوافل الطبية وإجراء عملية جراحية إذا لزم الأمر أو صرف علاج دائم بالمجان.
المصدر أخبار | التحرير الإخبـاري
ليست هناك تعليقات