دبلوماسيون عن سحب «قرار الاستيطان»: وزير الخارجية ورط القيادة
حالة من الجدل شهدتها الساحة السياسية، عقب قرار مصر تأجيل طرح مشروع قرار أمام مجلس الأمن الدولي، لوقف الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلبة، ومن ثم سحبه اليوم، وذلك بعد مزاعم أن الأمر جاء لـ"ضغوط" من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو، وفق وكالة رويترز.
الوكالة ذكرت، نقلًا عن مصدر دبلوماسي، إنَّ قرار مصر سحب مشروع القرار، سيجعل دول السنغال وفنزويلا وماليزيا وينوزيلندا، تدعو للتصويت على المشروع، وهو ما حدث بالفعل.. "التحرير" استطلعت آراء دبلوماسيين، لاستيضاح الموقف المصري.
الأشعل: سلوك الدبلوماسيين ينتقص من وضع مصر في العالم
من جانبه، قال السفير عبدالله الأشعل، مساعد وزير الخاريجة الأسبق والمرشح الأسبق لرئاسة الجمهورية، إن لديه ملاحظتين فيما يخص السياسية الخارجية المصرية، "التي تحتاج إلى مراجعة شديدة جدًا"، بحسب تعبيره، قائلًا: "هذه السياسيات خلقت عداوات مع دول شقيقة بدون داعي مثل السعودية والمغرب"، ونوه بأن سلوك الدبلوماسيين المصريين يتنقص من وضع الدولة في العالم، وخير دليل على ذلك، ماحدث مع حرس الرئيس عبد الفتاح السيسي في أوغندا والذي شبَّه بالفضيحة، وعقب: "لو كان هناك تنسيق دبلوماسي، لتجنبنا الوقوع في هذا الآمر المشين".
الأشعل أضاف لـ"التحرير"، اليوم الجمعة، أن سلوك مصر في الأمم المتحدة "فضيحة كبيرة من الناحية المهنية والسياسية"، وفيما يخص قرار سحب مصر لمشروع "قرار الاستيطان"، فأكد أن المفترض أن دبلوماسي وزارة الخارجية مدربين على مثل هذه المواقف، ولاسيما وإن كانت لها خطورة بالنسبة لـ"الأمريكان".
وحول مشروع القرار، قال: "مصر قدمت هذا المشروع بالنيابة عن من؟، قطعا ليس بالنيابة عن المجموعة العربية، لأن فلسطين مقدمة قرار منفصل عن القرار المصري".
«شو أو شدة ودن»
وشدد الأشعل على أن مصر موقفها ثابت برفض الاستيطان الإسرائيلي بالأراضي الفلسطينية، والقرار من الناحية الموضوعية لا يقدم جديداً، لكن العلاقة الحميمة بين مصر وإسرائيل "تعكرت"، كما أشار إلى احتمالية أن يكون هناك اتفاق بين إسرائيل ومصر ليكون مشروع القرار هذا مجرد "شو"، كما لم يستبعد أن يكون "شدة ودن من مصر لإسرائيل، ولما حمرت إسرائيل عنيها، تدخلت امريكا عبر ترامب، وتراجعت مصر عن القرار".
واستنكر الأشعل أداء مصر في مجلس الأمن، كونها تمثل المنطقة العربية في مجلس الأمن، واصفاً إياه بالسيء، إذا ما قورن بالـ 5 مشاركات السابقة لمصر في مجلس الأمن، وإذا ما قورن بمشاركة اليمن والمغرب، حيث كان أدائهم أفضل من مصر 100 مرة، على حد وصفه، مختتماً بأن وزير الخارجية، سامح شكري من ورط القيادة السياسية.
تقديم مشروع القرار مجددًا لن يتم إلا بمواقفة مصر
وفي السياق ذاته، قال السفير نبيل بدر، مساعد وزير الخارجية الأسبق وسفير مصر بالأردن السابق، إن مشروع القرار المصري له قيمة كبيرة، من الناحية الموضوعية البحتة، فمنذ فترة ليست بالبعيدة لم يتم إحياء القضية الفلسطينية على الصعيد الدولي، ومعروف أن رد الفعل الإسرائيلي "خائف" من عدم الاعتراف بـ"الاستيطان"، المرفوض على المستوى الدولي.
وشدد بدر، في تصريحه لـ« التحرير»، على أن تقديم القرار من دول أخرى، بعد سحبه من مصر، لن يتم إلا بعد مواقفة الأخيرة، باعتبارها صاحبة المشروع من الأساس.
المصدر أخبار | التحرير الإخبـاري
ليست هناك تعليقات