بالصور.. صناعة السجاد بالفيوم حرفة تحتضر في «غفلة الحكومة»
تعد صناعة السجاد اليدوي من أهم الصناعات التي جذبت الأنظار إلى قرية "دسيا" بمحافظة الفيوم، إذ كانت تحقق ربحًا كبيرًا للعاملين بها منذ الثمانينيات إلا أنها تدهورت كغيرها من الصناعات عقب ثورة يناير.
قرية "دسيا" التابعة لمركز الفيوم، تعتبر محرابًا لصناعة "السجاد اليدوي" منذ عام 1981، حيث تنتج أجود أنواع السجاد "الحرير" و"الصوف" بدقة عالية، وألوان باهرة، ورسوم متقنة.
"التحرير" انتقلت إلى "دسيا" لمعرفة تاريخ صناعة السجاد بالقرية، والمشكلات التي تواجه أصحابها، إذ يقول معوض سيد طرخان، 35 عامًا، إنّهم يعملون في صناعة السجاد منذ الثمانينيات، لافتا إلى أن أزهى عصور صناعته استمرت منذ عام 1981 وحتى عام 2010، وأشار إلى أن الأمر تغير بعد أحداث ثورة 25 يناير بسبب الكساد السياحي ما دفع معظم أهالي القرية لهجر العمل بصناعة السجاد، وتابع: "اتجه الشباب للعمل في الحدادة والنجارة والبناء للحصول على قوت يومهم".
"ورثنا حرفة صناعة السجاد عن آبائنا وأجدادنا وكانت من أرقى الصناعات الموجودة في مصر، فالطفل لدينا يبدأ تعلمها منذ سن السادسة، ولا يكاد يبلغ الرابعة عشرة إلا ويكون قد أتقن الصناعة واحترفها"، بحسب طرخان الذي استكمل حديثه: "الفتيات أيضا يعملن فيها منذ نعومة أظافرهن ويعتمدن على عملهن في صناعة السجاد في الحصول على الأموال الكافية لتجهيز أنفسهن للزواج، دون تحميل آبائهن أو أشقائهن عبء زواجهن".
وأضاف أنه بسبب ثراء من كانوا يعملون في صناعة السجاد، كان أهالي القرية يرفضون تزويج بناتهن من الموظفين في الحكومة، كي يزوجوهن بمن يعملون في صناعة السجاد، لثرائهن، موضحًا أنّ القرية بها 15 ألف أسرة ولا يخلو منزل فيها من فرد أو أكثر يعملون في صناعة السجاد.
أمّا عن خامات صناعة السجاد، فيوضح طرخان أنهم يصنعون نوعين من السجاد وهما الصوف والحرير، ويشرح الفرق بينهما بقوله: بالنسبة للسجاد "الحرير" كان يتم صناعته من الحرير المستخرج من الشرانق التي تنتجها دودة القز، وكان الحرفيون يشترونه من قرية سيلا بالفيوم، ولكنها توقفت عن إنتاج الحرير منذ ما يقرب من 5 أعوام، وأصبحوا يشترون الحرير المستورد من الصين وروسيا، مبينا أنّهم يبيعون متر السجاد الحرير بـ5 آلاف جنيه.
والسجاد الصوف سهل في صناعته والمواد التي تستخدم فيها لأنها متوفرة لدى حرفيي قرية دسيا، وهي صوف الأغنام الذي تقوم النساء بغزله وصبغه بصبغة صناعية أو طبيعية مثل "الرمان والملوخية والرجلة"، ثم يتم شغلها على الأنوال، وتستخدم فيها العقدة "الواسعة" أو "الضيقة"، ويبدأ سعر المتر الواحد من 800 جنيه إلى 2000 جنيه حسب الحجم ونوع العقدة، وفقا لكلام طرخان.
وعما يواجه صناعته من مشكلات، أكد حرفي قرية دسيا أن مشكلتهم الرئيسية تتخلص في سوء التسويق، إذ لا يوجد تسويق لهم، ما يضطرهم إلى البيع للتجار بسعر قليل، والتاجر يربح الآلاف بعد ذلك من تصدير هذا السجاد إلى دول أخرى، أو بيعها في معارض بالقاهرة للأثرياء بأسعار عالية.
وأردف أنّ محافظ الفيوم السابق المستشار وائل مكرم، سهّل لهم المشاركة في معارض كبرى بالقاهرة، وبعض النوادي مثل "الجزيرة" و"وادي دجلة"، وكانوا يبيعون للمستهلك مباشرة وانتعشت صناعة السجاد مرة أخرى إلا أنّ بعد رحيله لم يتمكنوا من المشاركة في هذه المعارض مرة أخرى، والدكتور جمال سامي المحافظ الحالي، وعدنا خلال مشاركتنا بمهرجان تونس للخزف والفخار، بالمساعدة وعمل معرض دائم لهم، ولكنه لم يفِ بوعده لهم، بحسب طرخان.
وناشد المسئولين، بعمل معرض دائم لهم، أو تسويق منتجاتهم وتصديرها، ما سيوفر العملة الصعبة للدولة، وإعادة مصر إلى المرتبة الثانية في تصدير السجاد بعد إيران، مُعربًا عن أمله في إيجاد حل لهم ليبيعوا سجادهم مباشرة إلى المستهلك، دون وجود وسيط يأخذ الجانب الأكبر من الربح.
المصدر أخبار | التحرير الإخبـاري
ليست هناك تعليقات