مادة «الأخلاق» إلزامية في اليابان.. وشرط للتخرج في جامعة القاهرة
مع تنامي ظاهرة التدهور الأخلاقي داخل المدارس والجامعات المصرية، قرر مجلس جامعة القاهرة، طرح مقرر دراسى يعتبر شرطًا لتخرج الطلاب فى كافة المراحل والتخصصات العلمية تحت عنوان "الأخلاق والقيم الإنسانية المشتركة بين الشعوب"، ويتضمن الكتاب "قيم السلام والتعايش السلمى وقبول الآخر والتنوع الحضارى وثقافة الحوار، وحقوق الإنسان، وغيرها من القيم الإنسانية المشتركة"، وتمت طباعة الكتاب وتوزيع 200 نسخة على كل كلية.
وقال فتحى عباس، المستشار الإعلامى لرئيس جامعة القاهرة، إن الطلاب سيدرسون هذا المنهج مرة واحدة على مدار السنوات الدراسية المختلفة، وأنه يعد متطلبا للتخرج مثل التربية العسكرية، إذ إن الطالب لن يتخرج إلا بعد دراسة هذا المنهج.
تجربة اليابان
تعد اليابان من الدول الرائدة التي آمنت بأهمية تدريس مادة الأخلاق للطلبة، بل جعلته أساسيًا وإلزاميًا للطلبة في المرحلة الابتدائية، إيمانًا منها بأهمية النشء في المجتمع؛ حيث تدّرس مادة من الصف الأول إلى السادس الابتدائي، اسمها "الطريق إلى الأخلاق" يتعلم فيها التلاميذ الأخلاق والتعامل مع الناس، بالإضافة لمادة الأخلاق، أصدرت الحكومة اليابانية وثيقة توجيهات تجعل تعلم العادات الحميدة التي كانت سائدة في حقبة إيدو قبل نحو ثلاثة قرون مادة أساسية في المدارس بحلول العام الدراسي 2018، وعزت قرارها إلى وجود علاقة بين تراجع مستوى الأخلاق لدى طلاب المدارس الابتدائية وتزايد معدلات الجريمة بين الأحداث، وتتضمن المادة الجديدة التركيز على تعليم الأطفال أدق التفاصيل، مثل طريقة المشي، ومستوى الصوت، ودرجة الانحناء عند التحية التي تزداد وفقا للمكانة الاجتماعية للشخص الآخر، وصولا إلى الكلمات التي يجب اختيارها عند مخاطبة الآخرين، كل حسب عمره.
تدريس المادة لا يكفي
ومن جانبها، قالت الدكتورة أميمة الشامي، الباحثة والإخصائية الاجتماعية، إن قرار جامعة القاهرة بتدريس مادة للأخلاق، جاء في وقته لأننا في أمس الحاجة إليه، خاصة أن الجيل الحالي مشغول بأمور أخرى أبعدته كثيرًا عن الثوابت التي من المفترض أن نحافظ عليها ونزرعها بداخل أولادنا، خاصة أن بعض الأسر لم تقم بدورها الصحيح لتثبت دعائم التربية الأخلاقية وتركت أبناءها عرضة للاستغلال وغسيل الدماغ من قِبل منظمات إرهابية ومشبوهة، وهذا يستدعي رعاية الأبناء بشكل أكثر منهجية.
وأضافت الشامي أن تلك المناهج لن يكون لها أثر، دون أن تدعمها الأسر والمراكز الثقافية والهيئات والمؤسسات الثقافية، فعلى الجميع وضع التربية الأخلاقية على رأس أولوياتهم، ودللت على كلامها بقول الكاتب مارتن لوثر كينج: "ليست سعادة الدول بوفرة إيراداتها، ولا بقوة حصونها، ولا بجمال مبانيها، وإنما سعادتها بكثرة المهذبين من أبنائها، وعلى مقدار الرجال ذوي التربية والأخلاق فيها".
كانت جامعة القاهرة قد أعلنت عن مسابقة لإعداد المنهج الدراسى الخاص بالأخلاق والقيم المشتركة بين الشعوب، وتقدم لها متخصصون وخبراء وباحثون وفازت 4 كتب بالمسابقة، وأعد الكتاب الذى حصل على المركز الأول مجموعة من الباحثين والمتخصصين بكلية الدراسات العليا للتربية بالجامعة، وهذا الكتاب تم إقراره وتوزيع نسخ منه على الكليات بعنوان "الأخلاق والقيم المشتركة بين الشعوب".
المصدر أخبار | التحرير الإخبـاري
ليست هناك تعليقات