نكشف.. محاليل «العناية المركزة» بـ «المزاد» في القليوبية

مواطنون: «دوخنا السبع دوخات على المحاليل وبنجيبها بطلوع الروح من السوق السوداء»

رحلة عذاب يتجرعها المرافقون للمرضي بمحافظة القليوبية خاصة الذي يجرون عمليات جراحية ويحتاجون إلى محاليل تعويضية خاصة بعد  العمليات الخطرة  ويدخلون العناية المركزة  فى البحث عن  محلول جلوكوز 10%  و 25 %  وتكون صدمتهم الكبرى عندما يكتشفون اختفائه من الصيدليات والمستشفيات بكافة أنواعها مما يهدد حياة المرضى.

عبدالعزيز السيد، موظف، يصف محنته مع محاليل العمليات بقوله «قمت بإجراء عملية جراحية لوالدتي والأطباء طلبوا محلول  عقب خروجها من العمليات ودخولها العناية المركزة و"دخت السبع دوخات" لحد ما ناس دلوني على صيدلية واشتريت الواحدة بـ 30 جنيه  بالعافية».

وأضاف «كمان مخدتش الكمية المطلوبة والصيدلي قال لى «في ناس غيرك خد  ثلاثة ولما تعوز تاني ابقا تعالي كمان يومين»، والمفروض يتعلق لها  المحلول كل 8 ساعات أو 12 ساعة.

ربة منزل تدعي "بدوية " أضافت أن والدتها محجوزة بمستشفي بنها الجامعي لإجراء جراحة وتتكبد العذاب فى البحث عن المحاليل  وشراء الأدوية من الخارج على الرغم من ظروفهم الصعبة، مستطردة: المعاملة سيئة جدا في المستشفى ومحدش بيسأل في حد والمرضى بيموتو بالبطيء» وتسائلت «امتي الغلابة هيكون ليهم مكان ويلاقو حد يرحمنا؟».

الدكتورة أماني زغلول، صيدلانية، أشارت في سياق تعليقها على الأزمة إلى اختفاء نوعين من المحاليل سالفة الذكر منذ  شهور، واستفاضت «تقريبا أنا من ساعة ما فتحت الصيدلية فى أواخر 2015  وهما مختفيين  وأحيانا بنجيبه  بالواسطة والمعارف لما نلاقي الناس دايخة عليه ومحتاجاه ضروري».

الدكتور ناصر عبد الرحمن، صاحب صيدلية، يقول إن المحاليل التعويضية أو العناية المركزة  10 و25 % مختفية تماما منذ أكثر  من شهرين، مشيرا إلي أن الكارثة الكبري أن بعض المصانع  تخرج كل كميات المحاليل للسوق السوداء، قائلا «من الأخر بيعموا عليها مزاد واللى يدفع أكثر يشيل ومن ثم يقوم من اشتراها بالبيع بأسعار مضاعفة دون النظر لمعاناة المواطنين أو بيعها للصيدليات بسعر مرتفع مما يضطرهم لبيعها بأسعار مرتفعة أو عدم شرائها بالمرة وهو ما يتسبب فى نقصها».  

الدكتور مجدي ثابت نقيب صيادلة القليوبية، يرى أن اختفاء  محلول جلوكوز 25% كارثة باعتباره أساسيا فى التغذية الوريدية  ويستخدمه معظم حالات العناية المركزة وحالات الإصابة بسرطان الجهاز الهضمى، لافتا إلى أن السبب  فى نقض المحاليل بهذا الشكل هو إغلاق مصنع "المتحدة" الذي كان ينتج أكثر من 60% من حاجة السوق، كاشفاً عن أن آليات الرقابة على شركات القطاع الخاص  ليست جيدة، مما يؤدى إلى بيع المحاليل فى السوق السوداء واحتكار البعض لها.

الدكتور نصيف الحفناوي وكيل وزارة الصحة بالقليوبية،  قال لـ«التحرير» إن هذا النوع من المحاليل لايتوافر بشكل كبير فى المستشفيات التابعة لوزارة الصحة ونسبة توريده منخفضة مقارنة بالمحاليل الأخري نظرا لاحتياجه لحالات العمليات والعناية المركزة فقط، منوها أن المتوفر حاليا هو محلول الملح الطبيعى والجلوكوز الـ 5% والرينجر ومحلول رينجر لاكتات.

المصدر أخبار | التحرير الإخبـاري