فيديو| أصداء مغامرة «التحرير»: بامبرز مستعمل بالأسواق يصيب طفلك بتشوهات
أصداء واسعة، أثارها تحقيق «التحرير» المصور، تحت عنوان: «التحرير تقتحم إمبراطورية صناعة البامبرز القاتل بالقليوبية»، والذي كشفنا خلاله عن أكبر جريمة ترتكب بحق أطفالنا، ويقع البسطاء الساعين لشراء حفاضات الأطفال الرخيصة فريسة لها.. فقد تواصلت تحقيقات النيابة العامة في القضية، فيما كثف جهاز حماية المستهلك من جهوده بمحافظتي القليوبية، والقاهرة، بحثًا عن ملايين الحفاضات التي تم بيعها لتجار تجزئة معدومي الضمير، وتتسبب في تشوهات واحتراقات جلدية بالأعضاء التناسلية للأطفال.
احتراق الأعضاء التناسلية لطفلة، قاد إلى الكشف عن واحدة من أكبر إمبراطوريات صناعة الحفاضات المغشوشة في القاهرة الكبرى، حيث يعد مركز باسوس بالقليوبية، أحد أوكار تصنيع الحفاضات "القاتلة" التي تحتوي على على مواد كيماوية خطيرة تتسبب في تشوه الأعضاء التناسلية، وتصيب الأطفال بأمراض تؤدي إلى الوفاة.
البداية واقعة تشوه الأعضاء التناسلية للطفلة "لوجينا أحمد السيد"، نتيجة ظهور ما يشبه الحروق، كانت خيطا قاد للكشف عن بعض الحقائق الهامة في رحلة الكشف عن عالم الحفاضات "المضروبة". حث اتهمت والدة الطفلة إحدى دور الحضانة بالزيتون، بالإهمال الذي تسبب في حرق أجزاء حساسة من جسد ابنتها. وخلال حديثها لـ"التحرير"، صرخت والدة الطفلة "بنتي أصيبت بحروق خلال اليوم الثاني لها في الحضانة، واكتشفتها وأنا بغير ملابسها وعلامات الالتهاب ظهرت عليها، لكني كنت مضطرة أجعلها ترتدي البامبرز لأنه شرط أساسي من شروط الحضانة". وأضافت "في اليوم الثاني، اتصلت بيَّ الحضانة، وقالوا بنتك تعبت تعالي خديها"، لتهرول الأم مسرعة بينما يتملكها الخوف، لتفاجئ بالسكرتيرة تخبرها "مش هتشوفي بنتك قبل ما تراجعي التقرير مع المديرة"، الأمر الذي أصابها بحالة من الارتباك الممزوج بالقلق، لتنهار فور مشاهدة ابنتها، وبدت أعضائها التناسلية محروقة.
ماذا حدث للطفلة؟
للكشف عن التفاصيل الحقيقة، توجه مراسلا "التحرير" إلى الحضانة، عبر بوابة الرغبة في إلحاق أطفالهما بالحضانة، وتبين أن المكان آمن عقب جولة تفقدية، وخاصة دورات المياه؛ للتأكد من عدم وجود مياه ساخنة "مغلية"، وبسؤال العاملة المسؤولة عن العناية بالأطفال، أكدت أنها عندما نزع الحفاضات عن الطفلة، ففوجئت بوجود التهابات حادة، فأسرعت إلى الطبيب لإجراء الكشف الطبي عليها، حيث أكد التقرير الطبي، أن جسدها احترق بفعل مادة كاوية أو مياه ساخنة، لافتة بأنها توجهت بعد ذلك إلى قسم الزيتون لعمل محضر، ما أدى لإحالتها إلى مستشفى منشية البكري، وأكدوا صحة التقرير الطبي، لتتحول الطفلة "لوجينا" إلى كلمة السر في تتبع أباطرة التجارة القاتلة.
مواد خطرة تعد المناديل والحفاضات الصناعة الأولى لمعظم سكان مركز باسوس، حيث توجد ورش لتصنيعها (مستعملة - مجمعة)، حيث رصدت عدسة "التحرير" وضع قالب حفاضة من ماركة معينة إلى باقى المكونات من ماركات مختلفة حتى تظهر نوع ثالث جديد، وهذا ما أكده "نبيل" إمبراطور صناعة الحفاضات هناك. شاهد أيضا بالأرقام.. أسعار البامبرز تشتعل في 2017 رسميًا وبالأرقام| أسعار «البامبرز» تتخطى الـ250 جنيهًا في بداية 2017 أسعار البامبرز ترتفع إلى 125 جنيهًا.. وزيادة 45 % من بداية يناير.
مصانع الموت
التنكر كان الوسيلة الوحيدة من أجل الوصول للمعلم "نبيل"، الشاب العشريني، الذي يعد أحد كبار المصنعين لـ"البامبرز المغشوش".
وطلب مراسلا "التحرير" مشاركة "نبيل" أو التصرف في كمية من الحفاضات المستعملة، ليوافق شريطة الحصول على أرباح تقدر نسبتها بـ70 % قبل إخباره "العرض مش مناسب يا معلم"، ليتأكد من جديتهما في العمل، ومع ترك ورشته، قال الشاب العشريني "على فكرة، محدش هنا بيفهم في الصنعة زيِ، والكل بيجيلي علشان أعمله أي ماركة بامبرز".
عقب مرور مدة زمنية قليلة، عاد مراسلا "التحرير" لمقابلة "نبيل"، وتم الاتفاق على تخفيض نسبته لـ60%، ليؤكد أنه يقوم باستيراد الحفاضات المستعملة، قائلا "إحنا بيجلنا شحنات من ألمانيا وتركيا، فبنغسل البضاعة ونبيعها السوق من جديد"، مشيرا إلى أنه يقوم بإعادة تصنيعها "ممكن تحتاج لـ"استك" أو "بطانة"، ثم تغليفها داخل عبوات لماركات شهيرة. وقام صاحب الورشة بعرض بعض منتجاته لماركات شهيرة، وتبين أنه يصعب على المستهلك التفرقة بين الأصلية والمغشوشة "أنا بضيف مادة كميائية يطلق عليها السكر، مسؤولة عن الاحتفاظ بفضلات الطفل داخل الحفاضة"، مشيرا إلى أن تلك المادة يوجد منها نوعين الأول جيد باهظ الثمن، والآخر "شعبي" قائلاً "إحنا في الصنعة بنقول على المادة الشعبية إنها زي سكر التموين، مش حلو لكن بيقضي الغرض". وحصل مراسلا "التحرير" على عينة من تلك المادة المعبئة داخل أجولة لا تحمل أية بيانات، وذلك لتحليلها ومعرفة خطورتها على الأطفال.
إمبراطور «البامبرز»
وتفاخر "نبيل" بخبرته في تلك المهنة لمدة 10 سنوات، قائلاً "أنا أقدر أصنع أي نوع وماركة حفاضة، والناس يهمها السعر، ومش مشكله الجودة، وكما بعمل حفاضات كبار السن".
وأوضح "إمبراطور البامبرز"، أنه يبيع الحفاضات بالكيلو وليس بالقطعة باستثناء الماركات الشهيرة لارتفاع تكلفتها.
إمبراطور أبو زعبل
ونجح التحرير" في التواصل مع المعلم حكيم "إمبراطور البامبرز بمنطقة الفسح"، الذي أكد: "البامبرز اللي محتاجينه مغسول، يدخل حفاضة ناقصة جناح نركبلها جناح، حفاضة ناقصها سكر نحطلها سكر"، ويسؤاله عن الطريقة قال: "نفرم البامبرز ونطحنه، وكله ماشي في السوق"، مشددًا على أنه يتم تصنيع المناديل من الحفاضات النظيفة.
المصدر أخبار | التحرير الإخبـاري
ليست هناك تعليقات