سم الفتنة لا يسمِّم المودة.. قرآن وصلاة عشاء في حفل زفاف قبطي بقنا
عند الحديث عن العلاقة بين مسلمي مصر وأقباطها، يتبادر إلى أذهان المتحدثين أنَّ روابط تاريخية بين الاثنين.. روابط تخلَّلتها بين حين فتن غرامية، وبين آخر نزاعات طائفية، لا سيَّما في محافظات الصعيد، حيث عادات متشددة وتقاليد صعبة.
في قلب الصعيد، وتحديدًا "قنا"، تجلَّت ما قيل إنَّه لم يكن متوقعًا.. قبطي بدأ حفل زفاف شقيقته بـ"القرآن الكريم".. تصرف وموقف يضرب بمحاولات رزع الفتن - إمَّا قصدًا أو صدفةً - عرض الحائط.
بدأ الحفل بالقرآن، وتوقف بعدما انطلق.. لا في ذلك سببًا إلا لـ"صلاة العشاء"، فأدَّى المسلمون صلاة العشاء ثم عاد "العرس" يُستأنف.
"عماد حليم حنا".. من قرية الشرقي سمهود التابعة لمركز أبو تشت شمال محافظة قنا قرر أن يجمع المسلمين والمسيحيين ليكونوا طرفًا واحدًا لا فرق بينهم، في حفل زفاف شقيقته بقرية الشرقي سمهود بمركز أبو تشت.
عماد تحدَّث إلى "التحرير"، فقال إنَّه قرر إحضار القارئ الشيخ عاطف عبد المنعم ليبدأ حفل زفاف شقيقته بتلاوة آيات من "القرآن" بحضور المئات من أهالى مركز أبوتشت وقراها.
وأضاف أنَّه يذهب إلى حفلات زفاف المسلمين ويقابلونه باحترام وتقدير، ويقفون معه في الحزن والفرح، ويساعدونه في أي مشكلةً يتعرض لها، ويحضرون له في الكنيسة في كل مناسبة، حيث حديثه الذي أتبعه بالقول: "كان لازم أعملهم حاجة تفرحهم".
"عماد" أشار إلى أنَّه كان لابد له يفعل مثلما فعله لأنَّه يعرف أنَّ المسلمين والمسيحيين "واحد لا فرق بينهم"، قائلًا: "كفاية الفرحة اللي أنا شوفتها في عيون الناس كلها مسلمين ومسيحيين.. إحنا مفيش بيننا أي فرق.. أنا بروحلهم في أي واجب أو فرح وهما برده".
"عندي في المنزل سجادتين للصلاة، علشان لما حد من المسلمين يجيلي يعرف يصلي في أي وقت" هكذا تحدَّث عماد.
من أهالي القرية، قال هاني حسني محمود، 23 عامًا، عاطل، إنَّه حضر حفل الزفاف، وفوجئ بتواجد مقرئ لتلاوة القرأن الكريم في فرح قبطي، قائلًا: "أنا كنت سعيد جداً باللي شوفته لأن إحنا واحد محدش هقدر يفرقنا".
وأضاف أنَّ جميع المسلمين الذين حضروا الحفل فوجئوا بما حدث، متابعًا: "عندما بدأ المقرئ بقراءة سورة مريم.. كانت الفرحة ترفرف في جميع أنحاء القرية.
وأشار إلى أنَّ هذه اللافتة في حفل الزفاف كانت من أجل توجيه رسالة واحدة وهي أن المسلمين والمسيحيين لن يفرق بينهم شيء، مؤكِّدًا أنَّهم سيظلون يدًا واحدة.
المصدر أخبار | التحرير الإخبـاري
ليست هناك تعليقات