Header Ads

«المحور الثلاثي».. حرب على الإرهاب تحت ظلال المستوطنات

كتب - محمد شرف الدين

"صادقة في مشاعرها".. هكذا يجب أن تكون أمريكا في حربها على الإرهاب، وفقًا لما ذكره "مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة" التابع لدار الإفتاء المصرية في بيان له، أمس الثلاثاء، تعليقًا على اتصال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، هاتفيًا بالرئيس السيسي، والذي أكد الأول خلاله دعمه الكامل لمصر، وهو ما لقى إشادة ومباركة واسعة من مؤيدي الرئيس.

طالبت دار الإفتاء أمريكا أيضًا بتقديم "الدعم المادي والمعنوي للدول المواجهة للإرهاب"، معتبرةً أن "ترامب استطاع التعرف على حقيقة جماعات التطرّف والإرهاب، وعدم الانخداع بشعارات أتباعها في أمريكا".

ألقى البيان الضوء على بوادر التحسن في العلاقات "المصرية - الأمريكية" عقب تسلم ترامب لمنصبه، وذلك بالتزامن مع تحسن مماثل في العلاقات بين واشنطن وتل أبيب، بعد أعوام شابها بعض الجفاء في ظل وجود باراك أوباما في البيت الأبيض، أما الآن فإن الكثير من المياه باتت تجري أسفل الجسر، ففي ذات التوقيت الذي صدر فيه بيان دار الإفتاء أعلنت إسرائيل اعتزامها بناء 2500 وحدة سكنية جديدة بمستوطنات الضفة الغربية، وذلك بعد يوم واحد من رفعها لقيود البناء في مستوطنات القدس الشرقية، وكشف البيت الأبيض عن إجرائه مناقشات مع تل أبيب حول نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

في ديسمبر الماضي ذكرت عدة وسائل إعلام إسرائيلية - من بينها صحيفة "هآرتس" - أن مستوطنة "بيت إيل" الواقعة شرق رام الله قد تلقت تبرعات مالية كبيرة عبر محامي ترامب السابق، وسفيره الحالي في تل أبيب، ديفيد فريدمان، الذي يرأس "جمعية أصدقاء بيت إيل".

كما تلقت المستوطنة دعمًا ماليًا أيضًا من أسرة جاريد كوشنر، زوج ابنة ترامب، بل ومن ترامب نفسه، حيث تبرع الرئيس الأمريكي للمستوطنة بـ186 ألف دولار في عام 2003، ومن المقرر أن تشمل أعمال التوسع الاستيطاني بناء 100 منزل في "بيت إيل"، وفقًا لبيان صادر عن وزارة الدفاع الإسرائيلية أمس.



ويرى الكثير من المراقبين أن مواجهة الهجوم الاستيطاني الإسرائيلي لا تحتل أولوية على جدول أعمال القاهرة، التي سحبت في 23 ديسمبر المنصرم مشروع قرار لإدانة الاستيطان في مجلس الأمن، استجابةً لاتصال هاتفي مماثل من ترامب.

لم يكن التقارب بين القاهرة وواشنطن بعد صعود ترامب مفاجئًا، فعلى مدار الأعوام الماضية لم تتوقف رموز اليمين الأمريكي المتشدد - الحليفة بالضرورة لليمين الإسرائيلي بقيادة نتنياهو - عن كيل المديح للنظام الحاكم في مصر، والإجراءات التي يتخذها في "الحرب على الإرهاب".

في 7 أغسطس 2015 قال المرشح الجمهوري السابق لانتخابات الرئاسة، تيد كروز، إن "أمريكا بحاجة إلى رئيس شجاع مثل السيسي"، وفي 13 مارس من العام الماضي كرر "كروز" إشادته بالرئيس المصري، قائلًا: "دعوني أعطيكم مثالًا لمسلم يجب أن نسانده، إنه رئيس مصر السيسي".

جاء هذا بعد مرور عام ونصف تقريبًا على طرد "كروز" من حفل عشاء أقامته منظمة "مسيحيي الشرق" بالعاصمة الأمريكية واشنطن، في 10 سبتمبر 2014، عندما قال للمجتمعين إن "المسيحيين لن يجدوا حليفًا أفضل من إسرائيل"، مضيفًا: "الذين يكرهون إسرائيل يكرهون أمريكا".



بدا دعم اليمين الأمريكي المتشدد لنظام الحكم في مصر واضحًا أيضًا عبر الزيارات المتعددة التي أجراها أعضاء جمهوريون بالكونجرس إلى القاهرة خلال السنوات الاخيرة، برز خلالها وجه ميشيل باكمان، عضوة مجلس النواب والقيادية بحركة "حزب الشاي"، والتي تعهدت خلال إحدى الزيارات بحث الإدارة الأمريكية على استئناف إرسال المساعدات إلى مصر، وفقًا لبيان صادر عن رئاسة الجمهورية في 15 ديسمبر 2013.

وتتبنى حركة "حزب الشاي" أيديولوجيا معادية للأقليات والمهاجرين، كما تمتلك علاقات وثيقة بإسرائيل وأبرز منظمات اللوبي الصهيوني في أمريكا "إيباك"، بعد أن دُشنت في عام 2009 على يد نخبة من قيادات اليمين المتطرف - من بينهم ساره بالين المرشحة السابقة لمنصب نائب الرئيس - لمواجهة إدارة باراك أوباما، وتعهدت الحركة بـ"السيطرة" على البيت الأبيض في عام 2016، وهو ما يبدو أنها قد نجحت في تحقيقه بالفعل.



يرى اليمين الأمريكي الحاكم في القيادة السياسية المصرية خير ظهير في "الحرب على الإرهاب"، كما يرى ذات الأمر في حليفته تل أبيب المعنية حاليًا بتوسيع حملتها الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، بينما ترغب مصر في زيادة حصتها من المساعدات الأمريكية - طبقًا لتصريحات أدلى بها وزير الخارجية سامح شكري خلال زيارته لواشنطن في 6 ديسمبر - فيما تحوم الكثير من الشكوك حول قدرة هذا "المحور الثلاثي" على مواجهة إرهاب يعززه القمع والتمييز والتوسعات الاستيطانية.



المصدر أخبار | التحرير الإخبـاري

ليست هناك تعليقات